هي مدينة حدودية حالمة، تعتبر من أكبر المدن التابعة للمنطقة الشرقية، ومن أكثر المدن حاجةً للتنمية والتطوير، ولا يزال البعض يأخذ عنها تصوراً بأنها لا تزال منطقة رعوية، أو منازل من صفيح، أو بيوت شعر وخيام، وأن عدد سكانها لا يتجاوز الآلاف، وأنا هنا أقول لا، لأن حفر الباطن مدينة أكبر بكثير من هذا التصور، وأجمل بكثير من تلك الصورة، حتى وإن غيّب الإعلام روعة جمالها! بحسب إحصاءات موقع"ويكيبيديا"فإن حفر الباطن تحتل المرتبة 13 على مستوى المملكة بعدد سكانها، الذي يشارف الآن على 700 ألف نسمة، أي أنها تجاوزت لوحدها مجموع أربع أو خمس من المدن التي تحتضن كل منها جامعة، إلا أن الجامعة تجاوزت حفر الباطن ولم تضع لها أي لبنة على ترابها إلى هذا الوقت. لو سألني أحدهم عن أهم أسباب حاجتها للجامعة، لذكرت له أسباباً منطقية ومن أرض الواقع، أهمها أن حفر الباطن تحتاج لجامعة، لأن مدارسها الثانوية تُخرّج كل عام أكثر من ثمانية آلاف طالب وطالبة يتنقلون ما بين شمال وشرق المملكة نهاية كل أسبوع. وأن حفر الباطن تحتاج لجامعة، لأن كثيراً من أبنائها وبناتها حُرِموا من تحقيق حلم الدراسة الجامعية بسبب ظروفهم الاقتصادية أو الاجتماعية. وأن حفر الباطن تحتاج لجامعة، لأن الحوادث المرورية على الطرق تحصد كل شهر واحداً أو اثنين من شبابها الذين يدرسون في جامعات بمدن لا يتجاوز عدد سكانها ربع عدد سكان حفر الباطن. وأن حفر الباطن تحتاج لجامعة لأن الكليات الفرعية الموجودة فيها لا تفي بمستوى طموح طلابها. وأن حفر الباطن تحتاج لجامعة لأن الجامعات تسهم في تطوير وتنمية المدن علمياً وثقافياً. وأخيراً أقول إن حفر الباطن تحتاج لجامعة لأنها مدينة سعودية ولها الحق في أن تتم مساواتها مع غيرها. لهذه الأسباب التي ذكرتها انطلقت مبادرة جماعية من أهالي حفر الباطن يطالبون من خلالها بإنشاء جامعة تحمل اسم مدينتهم، ويناشدون من خلالها المسؤولين بتحقيق حلمهم المنتظر! ذلك الحلم الذي أصبح هاجساً للكبير والصغير، ونتمنى أن يكون هاجساً لصاحب القرار، أو على أقل تقدير أن يخرج لهم المسؤول ويذكر لهم سبباً منطقياً لعدم إنشاء جامعة في حفر الباطن إلى الآن.