قال كبير المحليين الماليين في بنك سويسكيوت بيتر روسينستريش إن"سوق الذهب العالمية ستشهد خلال العام الحالي انخفاضاً كبيراً يصل إلى 15 في المئة"، مرجعاً ذلك إلى الظروف التي يمر بها العالم اقتصادياً ومالياً، مشيراً إلى أن أكثر ما أثر في سوق الذهب خلال الوقت القريب الأزمة المالية التي مرت ولا زالت تعيشها أوروبا، فمن خلال أزمة قبرص الماضية شهد الذهب انخفاضاً في قيمته بشكل كبير، مؤكداً أن"الأيام حبلى بالكثير من المفاجآت للمتابعين والمستثمرين في سوق الذهب وإن كانت غالباً في الجانب السلبي". وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقد على هامش الملتقى الإرشادي الرابع لأسواق العملات والنفط والذهب 2013 في الرياض أمس، إن من أهم أسباب انخفاض سعر الذهب"تقصير أميركا والدول الأوروبية في دعم عملاتهم بالذهب، وتضخم أسعار عملاتهم، وكذلك انخفاض قيمتها في شكل كبير"، معتبراً أن هذا الانخفاض"فقاعة خصوصاً مع فقد المستثمرين في شكل عام الثقة في الذهب بعد أن كان الملاذ الآمن والقوي، وأصبح المستثمر لا يعرف أين تتجه بوصلته". من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة شركة الأوسط للاستشارات الاقتصادية الأمير سيف الإسلام بن سعود أن انخفاض سعر الذهب الحالي ساهم في ارتفاع نسبة الطلب عليه في شكل كبير سواء كسبائك ذهبية أو مشغولات، في حين أن الارتفاع السابق خفف كثيراً من الطلب على الذهب، لافتاً إلى أن سوق العملات تمتاز ببعدها في شكل كبير عن الشائعات، إذ إن سوق العملات سوق عالمية تتأثر بالحقائق لا الشائعات التي تعج بها سوق الأسهم السعودية، مؤكداً أن تجارة الذهب أشد مخاطرة لأنها تشهد تذبذباً في الارتفاع والانخفاض، إضافة إلى أنه لا توجد لدينا سوق عالمية له كالتي توجد في بعض دول الخليج. وأكد الأمير سيف الإسلام تضرر بعض المستثمرين السعوديين بعد القرار الذي صدر من الجهات المالية في قبرص خصوصاً بعد إفلاس أكبر مصرفين هناك، إذ إنهم خسروا 90 في المئة من قيمة ودائعهم، بمعنى أنه حين تكون ودائعك مليون يورو فإنك ستفقد900 ألف يورو منها، وهذا الأمر خطر جداً بالنسبة للاقتصاد العالمي، متوقعاً أن تشهد السوق العالمية انكسار بعض الدول الأوروبية والمودعين فيها، لافتاً إلى أن العديد من المصارف العربية التي فتحت لها فروعاً هناك نجت بأعجوبة من هذا القرار. وعن الربط بالدولار وتأثر العملة السعودية بذلك، قال سيف الإسلام إن الربط في الوقت الحالي بالدولار يعتبر الخيار الوحيد خصوصاً في ظل عدم وجود عملة يعتمد عليها عالمياً، كما أن السعودية تعتمد في شكل كبير في اقتصادها على النفط الذي يقوّم ويباع بالدولار. لافتاً إلى أن بعض الدول التي فكت ارتباطها بالدولار تعاني كثيراً، إلا أنه بالإمكان مستقبلاً ربط الريال بسلة عملات حين توجد عدد من العملات التي يعتمد عليها. وشهد الملتقى اهتماماً واسعاً ومشاركة كبيرة لمجموعة من الشركات الرائدة في منطقة الخليج، إضافة إلى مؤسسات مالية واقتصادية من 10 دول أوروبية وأميركية، كما شارك فيه أكثر من 3000 متداول من السعودية حضروا ندوات تدريبية مجّانية من أهم الخبراء الماليين في العالم.