تتأرجح هذه الأيام مشاعر رؤوساء أندية الدرجة الممتازة دوري زين بين الفرح والحزن والحذر والقلق والترقب، وتتفاوت المشاعر والعواطف والأحاسيس في الميزان، كلٌّ بحسب نتائج فريقه في دوري زين للمحترفين الذي انقضى منه حتى الآن 18 جولة كروية، إذ بلغت ملامح الفرح ذروتها عند بعض الرؤساء في الجولة الأخيرة، وفاضت مشاعر الحزن لدى رؤساء آخرين، وارتسم الحذر والقلق على محيا فئة من الرؤساء، بينما عشعش الإحباط في نفوس فئة أخرى، بعدما باتت لغة الانتصار والهزيمة تتحكم في مشاعر رؤساء الأندية، عبر وسائل الإعلام الرياضية المختلفة، خصوصاً موقع التواصل الاجتماعي"تويتر"، وفي مقار الأندية. ويعيش رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي حالياً"أيام سعيدة"في النادي، إذ يحتل فريقه المركز الرابع ب34 نقطة، بعدما كسب غريمه التقليدي الهلال الأربعاء الماضي بقيادة مدربه كارينيو، الذي قدم النصر بصورة جميلة أمام محبيه وأنصاره، إلى جانب نجاح إدارة النادي في صفقات محترفيها الأجانب، المصري حسني عبدربه والبرازيلي باستوس والإكوادوري غيمي أيوفي والبحريني محمد حسين، إضافة إلى التعاقد مع عبده عطيف وأخيراً مع المهاجم حسن الراهب، وهو ما جعل"العالمي"فريقاً مرعباً يخشاه المنافسون. وعادت ملامح الفرح لترتسم على محيا رئيس الشباب خالد البلطان بعد فوز فريقه الأخير على الفتح بهدفين في مقابل هدف، وهو الفوز الغالي الذي لم يستطع أي فريق سعودي تحقيقه على"المتصدر"منذ بداية دوري الموسم الجاري، إضافة إلى أن الفريق الشبابي رد الدين ل"أبناء الأحساء"الذين كسروا معادلة الانتصارات المتوالية ل"الليوث"في دوري زين السعودي التي وصلت إلى 34 مباراة متتالية، ودخل الشباب بفوزه الأخير منافساً قوياً للحفاظ على لقبه بطل الدوري، إذ احتل المركز الثالث برصيد 38 نقطة، كما أسعد الرئيس الشبابي جماهير ناديه بصفقتين من العيار الثقيل تمثلتا في قائد فريق أولسان هيونداي الكوري الجنوبي المدافع كواك، ومهاجم الوحدة مهند عسيري. كما أعادت نغمة الانتصارات المتوالية التي حققها فريق الأهلي هو الآخر في الجولات الأخيرة الفرح والسعادة لرئيس النادي الأمير فهد بن خالد بعد أسابيع من الشد العصبي والشحن النفسي الذي كاد يعصف بالمدرب الحالي التشيخي غاروليم بعد سلسلة من النتائج غير المرضية، إثر خسارة الفريق لنهائي دوري أبطال آسيا الأخير، ويترقب الرئيس الأهلاوي، وهو ما ستسفر عن نتائج الفريق في الجولات الدورية المقبلة في المسابقات المحلية"المتبقية"وفي انطلاقة دوري أبطال آسيا المقبل التي ستتحكم في مشاعره إلى نهاية الموسم الرياضي. وفي المقابل، دخل رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد في موجة حزن كبيرة على أوضاع فريقه الحالية ونتائجه السلبية، بعد التعادل مع الاتفاق والخسارة"المؤثرة"من"الغريم"النصر، التي عصفت بالمدرب الفرنسي أنطوان كومبواريه، إذ واجهت الإدارة الهلالية انتقادات لاذعة من الجماهير"الزرقاء"على الأخطاء"الفنية"التي أضرت بالفريق وجعلته يتراجع بشكل كبير ويفقد هيبته الفنية، على رغم أن الفريق ما زال في وصافة الترتيب ب 39 نقطة. وتنطبق الحال على رئيس الاتحاد، محمد فائز الذي تعرض لانتقادات جماهيرية وسخط لا مثيل لهما بسبب المستويات الضعيفة التي قدمها أخيراً الفريق، التي أبعدته عن المنافسة على المراكز الأولى، إذ يقبع"العميد"في المركز السابع برصيد 23 نقطة، وسط مطالبات اتحادية متواصلة بأن يصلح حال الفريق ويتعاقد مع مدرب بديل عن كانيدا أو أن يرحل ويترك الجمل بما حمل لإدارة جديدة ترتب أوراق الفريق وتعيده إلى سابق أمجاده. أما"الرقم الصعب في دوري هذا الموسم"، فريق الفتح فبعد سلسلة من النتائج الرائعة والأفراح المتواصلة توقف قطاره السريع في محطة الشباب الأخيرة، عندما تلقى الفريق أول هزيمة له في الموسم الحالي، وهو ما جعل مشاعر رئيس النادي عبدالعزيز العفالق تتحول من الفرح إلى الحذر، خوفاً من فقدان المنافسة على"لقب الدوري"، الذي بات قاب قوسن أو أدنى من"أبناء الأحساء"، إذ ما زال الفريق الفتحاوي يتصدر سلم الترتيب ب 44 نقطة، ويشهد النادي برئاسة العفالق وقيادة المدرب التونسي فتحي الجبال بيئة عمل مثالية ربما لا توجد في الكثير من الأندية السعودية. وتتفاوت مشاعر الحزن والإحباط والحذر والقلق كثيراً بين بقية رؤوساء أندية الاتفاق ونجران والرائد والفيصلي والشعلة والتعاون وهجر بسبب نتائج فرقها المتأرجحة بين الفوز والخسارة والتعادل، وإن كان رئيس الوحدة علي داود هو أشد الرؤساء حزناً وإحباطاً في الدوري السعودي بعد الخسائر المتلاحقة لفريقه، التي جعلته يحزم حقائب العودة إلى الدرجة الأولى بعد تذيله الفريق لقاع الترتيب بنقطتين فقط من تعادلين و16 خسارة مؤلمة لأنصار"فرسان مكة".