تواصل السلطات الأمنية في جدة، تحقيقاتها مع والد الطفل المعنف"راكان"الذي تعرض إلى الحرق ب"الماء المغلي"في جسده بمعاونة والدته، فيما أكدت مصادر طبية ل"الحياة"أن مدة علاج الطفل ستتجاوز الأسبوعين بحسب الفحوصات الأولية. من جهتها، خاطبت وزارة الشؤون الاجتماعية أمس، شرطة جدة لموافاتها عن مجريات القضية والتحقيقات التي جرت مع والد الطفل لاتخاذ الإجراءات اللازمة بعد خروج الطفل، فيما يخضع الطفل المعنف"راكان"لإجراء عمليات جراحيه وتجميلية في مستشفى الملك فهد وسط عناية طبية فائقة يقوم بها فريق طبي متخصص، إضافة إلى فريق من الشؤون الاجتماعية من اختصاصيات اجتماعيات ومختصين نفسيين من المستشفى، وسط وجود مدير إدارة الحماية الاجتماعية بجدة صالح الغامدي بجانب الطفل. وأكدت مصادر مطلعة ل"الحياة"أن الطفل"راكان"غير مسجل في المدرسة ولم يسجله والده في"كرت العائلة"، مبينة أنه تعرض إلى عمليات تعذيب سابقة أبرزها الضرب بأدوات مختلفة، وإحراقه ب"الشاي"الحار. وأوضحت المصادر أن والد الطفل خضع للتحقيق أمس، أمام الشرطة ووزارة الشؤون الاجتماعية لمعرفة الدوافع وراء التعذيب الذي تعرض له الطفل"راكان"الأشهر الماضية. وأوضح رئيس الخدمة الاجتماعية في مستشفى الملك فهد بجدة طلال الناشري ل"الحياة"أن المستشفى باشر حالة الطفل"راكان"على الفور، وقدمت له الخدمات العلاجية النفسية والطبية من خلال فريق طبي متخصص، لافتاً إلى أنه تم تقديم الخدمات اللازمة وتوفير غرفة خاصة وعناية فائقة بإشراف من مدير مستشفى الملك فهد الدكتور سالم باسلامة. وجاءت هذه التطورات بعد أن تسلمت دار الحماية الاجتماعية بجدة أول من أمس، الطفل"راكان"الذي يبلغ من العمر تسع سنوات في أبشع حالات العنف الأسري التي سجلتها محافظة جدة حتى الآن، إذ تعرض الطفل إلى حروق خطرة في أنحاء متفرقة من جسده نتيجة حرقه بماء مغلي من جانب والده وبمساعدة والدته خلال فترات متفاوتة، نقل على إثرها إلى مستشفى الملك فهد بجدة لتلقي العلاج اللازم. واعترف الطفل المعنف"راكان"الذي تعرض إلى العنف من جانب والديه أمس، أنه كان يتعرض للتعذيب من والديه بأدوات وطرق مختلفة منذ سنوات، وتتنوع طرق التعذيب والإيذاء بين وضعه تحت"دش"الماء الحار بشكل متواصل، والمكوث داخل دورة المياه والنوم فيها لساعات متواصلة. وتحدث الطفل المعنف"راكان"إلى"الحياة"من داخل مستشفى الملك فهد بجدة بنبرات تكسوها الحزن والخجل، مؤكداً أنه يتعرض للضرب والحرق منذ فترة طويلة، ولا يعلم عن سبب ذلك التعذيب الذي يطاله فهو لم يخالف أوامر والديه. وأضاف راكان:"يقوم والدي بإدخالي إلى حمام المنزل ويجبرني على النوم فيه لساعات متواصلة، والمكوث في دورة المياه لأكثر من 10 أيام، كما يهددني أنه سيرميني إلى الشارع". وحول طرق التعذيب الذي تعرض لها، أوضح أن والده كان يضعه تحت"دش"الماء الساخن في الحمام ويسكب الماء الحار على جسمه طوال اليوم في الصباح وفي المساء وبشكل متواصل، موضحاً أنه كان يسافر معهم في بعض الأوقات إلى مناطق مختلفة، بيد أنه إذا رغب الخروج للتنزه فإنه لا يصطحبه معه ويغلق عليه باب المنزل لساعات متواصلة. من جهته، أوضح مدير إدارة الحماية الاجتماعية بجدة صالح الغامدي أن وحدة الحماية تتلقى بلاغات حول حالات عنف من حين لآخر، مشيراً إلى تزايد حالات العنف ضد الأطفال. وبين الغامدي أن متوسط أعداد حالات العنف الأسري يتراوح بين 25 و30 حالة شهرياً تتضمن العنف تجاه أطفال ونساء. "القضية"تطورت ب"بلاغ"الجد بدأت تطورات قضية تعذيب الطفل راكان بعد أن تقدم"جده"ببلاغ إلى وزارة الشؤون الاجتماعية التي بدورها خاطبت الشرطة من أجل تسلم الطفل، فيما تفاعلت الأجهزة المعنية بشكل سريع مع حالة الطفل وفتحت تحقيقات موسعة مع أسرة الطفل. وجاءت هذه الحادثة بعد أسبوع من إعلان قسم حماية الأسرة والطفل في جدة، عن تسجيل نحو 849 حالة عنف أسري العام الماضي منها 20 حالة لنساء عنفن رجالهن، فيما أرجع باحثون تزايد حالات العنف الأسري إلى العامل الاقتصادي وعدم التكافؤ الاجتماعي بين الزوجين إضافة إلى الزواج الباكر. وسبق أن أعلنت الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة وصول حالات العنف الأسري في المنطقة إلى نحو 200 حالة لنساء وأطفال تنوعت أساليب تعنيفهم بين الضرب والإيذاء الجسدي بالحرق والتهديد بالقتل، إضافة إلى تسجيل حالات حاولت الانتحار. يذكر أن دراسات وندوات علمية كشفت عن تنامي ظاهرة العنف الأسري في السعودية بحسب الحالات التي وردت إلى الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، إذ بلغت نسبتها 40 في المئة من بين ستة آلاف حالة مسجلة لدى الجمعية.