"هل الشعر هو مهرب الشعراء من صخب الحياة المتزايد"؟ طرح هذا السؤال الشاعر محمد الدميني في تقديمه للأمسية الشعرية، التي نظمها نادي الشرقية الأدبي أخيراً، وأجاب عنه قائلاً:"أحسب أن الشعر والأدب عموماً منقذ لنا مما يدور في الساحة العربية من صخب، نستمع لعذوبة الشعر ونرى ما يختبئ خلف هذا الواقع العربي الصاخب". فهل أخذنا الشاعران حسن الزهراني من الباحة وهاشم الشخص من الدمام لنرى ما يختبئ خلف الواقع العربي، أو بالتحديد الذات التي ينعكس عليها هذا الواقع؟ ربما أجاب على ذلك الحضور الكبير والمميز، الذي ضم نخبة من الشعراء والأدباء لم نرهم من قبل إلا لماماً، ومنهم الشعراء عدنان العوامي وعلي الدميني والشاعر الفلسطيني أحمد الريماوي وغيرهم، ممن ملأوا صالة الفعاليات بالنادي وتفاعلوا مع الشعر ومع السيرة الذاتية للشاعرين. هاشم الشخص على رغم غيابه الطويل عن الساحة، إلا أنه أثرى الأمسية بقصائده التي لامست الذات وتفاعلت مع الإنسان كقيمة وشعور، والثاني يعيش في خضم الواقع الثقافي ويشهد أحداثه إلا أنه انتقد في قصائده تجهيل المثقف وتغييبه كفاعل رئيس في الساحة. الأمسية في جولتها الأولى افتتحها الشاعر الزهراني بقصيدة"لا بورك الشعر"، التي قال في مطلعها:"لا بورك الشعر كم أشقى وكم جرحا/ وكم على بابه دمع الأسى سفحا/ كم من قصيدة صدق قال قائلها/ يا ليت ثغري بها للناس ما صدحا". ثم أعقبها بقصيدة"الجهات الست والعشرون"التي جاء فيها:"هذا هو اليوم الذي/ يمضي بنعشك/ أيها العام المدوّن/ في خضوعي.../ فانكأ بقافيتي/ دموعي". عرّف الدميني الشاعر هاشم الشخص بوصفه أحد أعلام الشعر في المملكة، وأن له كتابات وقصائد تابعها الكثيرون، وقرأ الشاعر الشخص قصيدة بعنوان"العدل والأمل"في مدح النبي عليه الصلاة والسلام والدفاع عنه إبان الهجمة التي تعرض لها، وقد جاء فيها:"رسول الله ما برح القصيد/ ومن نجواك يعلو والنشيد/ وما زال الشعور يقاد عفواً/ وفي ذكراك يبتهج الوجود/ ومولدك الكبير أفاض بشراً/ ففي قسماتك العيد السعيد". وقرأ قصيدة ثانية بعنوان"لا تَهُزي قرائح الشعراء". وقصيدة ثالثة مهداة إلى أخته التي واصلت دراستها العليا في أميركا بشهادة الماجستير وهي أم لخمسة أطفال قال في مطلعها:"يا من لويتي عن الضفائر جيداً/ وصنعت من ألق الحياة وروداً". وقرأ الشاعر الزهراني في الجولة الثانية ثلاث قصائد الأولى بعنوان"سيرة حرف"، وقال فيها:"أيها المبدعون طبتم مساء/ جئتكم من ذرا الجمال رسولاً/ جئت أشكو حال المثقف لما/ صار في أعين الرعاع عميلاً". ثم"شر البلية"، ثم ثالثة غزلية مطلعها:"أسمعيني من ثغركِ الأنغام". وانتقل الإلقاء إلى الشاعر الشخص الذي قرأ:"تراتيل في ساحة الذكر"، و"حلم من الساعات"وهي قصيدة مهداة للجامعة التي تخرج منها جامعة الملك فهد للبترول و المعادن. وفي الجولة الأخيرة ألقى الزهراني ثلاث قصائد الأولى هي"أبجدة". وتبعه الشخص بثلاث قصائد، الأولى في رثاء أبيه والثانية بعنوان"حسوني"مهداة إلى ابنه حسين وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة. ثم قرأ الشاعر أبيات تحية لشاعر عكاظ الشاعر الشاب حيدر العبدالله، بعد تكريمه لمناسبة حصوله على هذا اللقب. وختمت الأمسية بتقديم رئيس النادي القاص خليل الفزيع الدروع التذكارية للشاعرين والتقاط الصور التذكارية. الزهراني والدميني والشخص خلال الأمسية.