عاشت العاصمة السعودية أول من أمس ليلة ماطرة وعاصفة، بعد أن دهمت سماءها سحب كثيفة، صبغت سماء الرياض باللون الأحمر. وعلى رغم التحذيرات الطبيعية التي سبقت هطول الأمطار بأكثر من ساعة إلا أن شوارع العاصمة لم تتأثر ولم تأبه بالإنذارات الصوتية والضوئية، برقاً ورعداً. وما أن فتحت السماء أبوابها بالمطر حتى فاضت الشوارع، وتعرضت الحركة المرورية إلى"شبه شلل"، وغمرت المياه الأنفاق وأغلقتها، وانطلقت عمليات إنقاذ المحتجزين العالقين في تجمعات للمياه، لتحيي الأمطار الغزيرة"عقدة المطر"لدى سكان الرياض. واستقبلت مراكز عمليات الدفاع المدني في الرياض مساء أول من أمس السبت حتى صباح أمس نحو 5 آلاف بلاغ في مدينة الرياض و47 بلاغاً في عدد من المحافظات المحيطة جراء الأمطار. وأوضح مدير إدارة الإعلام والمتحدث الإعلامي للدفاع المدني العقيد عبدالله العرابي الحارثي أن العدد الأكبر من البلاغات تلقتها مراكز الدفاع المدني في الأحياء الجنوبية الغربية من الرياض. وبلغ عدد المفقودين حتى صباح أمس ثلاثة أشخاص، فيما بلغ عدد المحتجزين الذين تم إنقاذهم 98 شخصاً في الرياض وما حولها. وأشار إلى أن غالبية الاحتجازات كانت داخل المركبات، إذ بلغ عدد السيارات التي تم إخراجها 148 سيارة منها 101 سيارة في مدينة الرياض و47 سيارة في بقية المحافظات. وذكر العقيد الحارثي أن فرق الدفاع المدني باشرت منازل متضررة وأخلت 11 شخصاً، تم إيواؤهم في وحدات سكنية مفروشة، مؤكداً أنه قد تم تشكيل لجنة حصر الأضرار لمباشرة مهامها ابتداء من أمس في مدينة الرياض ومحافظة الدرعية. من جهته، أكد المتحدث الإعلامي للدفاع المدني بالرياض النقيب محمد الحمادي أنه تم العثور على جثة فتاة يمنية في وادي نمار أول من أمس بعد أن جرفها السيل. وقال الحمادي إن الفتاة المتوفاة تبلغ من العمر 25 عاماً، وكانت برفقة زوجها في تلك المنطقة حين هطول الأمطار على الرياض، إذ حاولا عبور الوادي قبل أن تجرفها السيول. ودعت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين والمقيمين في المملكة إلى أخذ الحيطة والحذر وتجنب الذهاب إلى الأودية ومصارف السيول في مناطق المملكة، تحسباً لهطول الأمطار من متوسطة إلى غزيرة أو تحرك للسيول المنقولة. وعلى الصعيد ذاته، اجتمع أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمس بمكتبه في قصر الحكم بأمين منطقة الرياض المهندس عبدالله المقبل ورئيس مركز المشاريع بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض المهندس إبراهيم السلطان والمدير العام لطرق والنقل في المنطقة المهندس عبدالعزيز العبدالجبار ومدير الدفاع المدني في المنطقة اللواء عابد الصخيري ومدير الشرطة منطقة الرياض اللواء سعود الهلال ومدير مرور المنطقة العقيد علي الدبيخي. وجرى خلال الاجتماع استعراض الأعمال الميدانية للجهات المعنية في تصريف مياه الأمطار والسيول التي تشهدها المنطقة خلال هذه الأيام. كما قدمت كل جهة عرضاً للإجراءات العاجلة التي تم اتخاذها لمعالجة المناطق الحرجة وسبل تنفيذها. وفي نهاية الاجتماع، شدد أمير منطقة الرياض على الجهات المعنية باتخاذ كل التدابير العاجلة واللازمة التي تضمن السيطرة على أماكن تجمع مياه الأمطار وتصريفها حفاظاً على سلامة المواطنين وممتلكاتهم. في السياق ذاته، توقف بث القناة السعودية مساء أمس دقائق عدة، أثناء العاصفة الرعدية بسبب تعرض مولدات كهربائية في أستوديوهات التلفزيون السعودي إلى الخلل، بحسب ما أكد رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع. وبحسب موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة فإن الفرصة لهطول أمطار رعدية"مستمرة"على مناطق شرق المملكة وأجزاء من وسط المملكة تشمل العاصمة وحتى أجزاء من شمال المملكة تشمل الحدود الشمالية. وتتكون السحب الركامية الرعدية على المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية وتمتد حتى منطقة مكةالمكرمة، تشمل مرتفعات الطائف والأجزاء الساحلية الجنوبية منها، مع فرصة مهيأة لتكون الضباب على أجزاء من شمال ووسط المملكة والمرتفعات.