حذر طبيبان متخصصان في الأورام من الابتكارات والاختراعات التي يروج لها بقدرتها على الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي في مراحله الأولى. وأكدا في حديثهما إلى"الحياة":"أن تلك الابتكارات والاختراعات غير مبنية على دراسات علمية، وفي الغالب يكون الهدف منها تجارياً في المقام الأول. جاءت التحذيرات بعدما أعلن عن اكتشاف لصدرية ذكية تعمل ببرنامج متخصص يكشف عن سرطان الثدي المبكر للسيدات وبمعدل 90 في المئة، بواسطة مجسات حرارية داخل نسيجها تعمل على قياس حرارة الجلد في منطقة الصدر وترسل تلك القراءات على جهاز الكومبيوتر الذي بُرمجت عليه الصدرية، وقدر سعرها في الأسواق العالمية بنحو 1000دولار. وقالت استشارية أمراض النساء وأستاذ محاضر في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتورة سامية العمودي ل"الحياة":"تتزاحم الأسواق بابتكارات مثل هذا الابتكار لأغراض تجارية، وعلى حد علمي ليس هنالك دراسات طبية مقننة تثبت فعالية هذه الابتكارات". وأشارت إلى أن طرق الكشف الصحيحة على سرطان الثدي تكون من خلال ثلاث طرق وهي:"الفحص الذاتي من عمر 20 عاماً حيث تقوم المرأة بفحص الثدي بنفسها شهرياً بعد انتهاء الدورة الشهرية والغرض اكتشاف أي تكتل أو تغير في شكل الحلمة أو إفرازات دموية أو تغير في ملمس الجلد، إضافة إلى الفحص الدوري عند الطبيب المتخصص كل ثلاث سنوات، وأخيراً الفحص بأشعة الماموغرام وهذا يكون فقط للسيدات في عمر 40 عاماً وأكثر ويتم سنوياً وهو الطريقة المثالية لاكتشاف الأورام قبل أن تصبح محسوسة باليد مما يحسن فرص الشفاء". وأضافت:"إن سرطان الثدي هو السرطان رقم واحد بين السرطانات التي تصيب النساء ويمثل ما نسبته 26 في المئة من السرطانات التي تصيب النساء أي أكثرها شيوعاً والنسبة في تزايد لعوامل بيئية وزيادة معدلات السمنة ولارتفاع الوعي وزيادة الفحص المبكر". ونوهت في الوقت ذاته بأن العوامل الوراثية ضئيلة إذ تمثل فقط 5 - 10 في المئة من الحالات والغالبية ليس لديهم تاريخ وراثي. مؤكدة أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يرفع معدلات الشفاء إلى ما يقارب 98 في المئة. في المقابل أشار استشاري الأروام السرطانية وطبيب النساء والولادة في مستشفى التخصصي في جدة الدكتور عبدالرحيم قاري في حديثه إلى"الحياة"إلى أهمية الكشف المتخصص ومن قبل أطباء متخصصين في ذلك وعدم الاعتماد على تلك الابتكارات. وقال:"إن سرطان الثدي هو أحد الأنواع الشائعة بالنسبة للسيدات بوجه العموم وتقريباً من بين ثماني سيدات تصاب واحدة بالمرض كنسبة عالمية، وباستثناء عامل الوراثة"، موضحاً أهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي وذلك لجميع السيدات اللائي تقل أعمارهن عن 40 عاماً من خلال الفحص الذاتي من السيدة وخصوصاً بعد الانتهاء من الدورة الشهرية بيومين إلى ثلاثة أيام. وزاد:"بالنسبه للسيدات اللائي تتراوح أعمارهن بين 40 - 50 عاماً فيجب أن يخضعن لنوعين من الاختبارات، وهما اختبارات بأشعة الماموغرام -والفحص الكلينك واشعة الماموغرام، مرة كل سنتين عند اجتيازها سن الأربعين كما يجب الاستمرار بالفحص الشهري الذاتي". ويرى قاري أن نسبة العلاج من السرطان تختلف بحسب المرحلة التي اكتشف فيها فكلما كان الكشف مبكراً كانت نسبة العلاج أكبر، مؤكداً في الوقت ذاته أن علاج سرطان الثدي تطور كثيراً عما كان عليه قبل 20 عاماً، واستطرد بالقول: في الماضي كان استئصال الثدي هو أولى خطوات العلاج، ولكن بعد التطورات العلاجية لهذا المرض أصبحت عملية الاستئصال نادرة وفي الغالب يتم العلاج بواسطة العلاج الكيماوي، والإشعاعي وكذلك الرنين المغناطيسي بحسب المرحلة التي وصل إليها السرطان.