مقطع موسيقي كنت أعيد مقطعاً لعزف آلة القانون وعدة سحبات من آلة الكمان، كانت الأوتار ترتعش مثل روح تصعد لجنة عدن، وتعود متعبة من محاولات الصعود عدة انتفاضات لوترين أو ثلاثة كانت تخلق بهاء الصعود. كنت في نشوة استماعي، عندما سألتني بفضول زميلتي بالمكتب والتي أدخل أحياناً لأجدها تفتش بأحد أدراجي: لماذا تعيدين نفس المقطع دائماً - إنه كل شيء.. كل شيء آلم تسمعيه؟ - بلى.. لكن كيف كل شيء! - حياتي كلها منذ ولادتي وحتى الآن بهذا المقطع وكل ما ترغبين في معرفته عني. شريحة خبز محمص بالمربى كنت أدهن شريحة خبز محمص بمربى البرتقال، وقليلاً من المرغرين، وأمسد بسكين الدهن جيئة وذهاباً. لم يكن من السهل توزيع المربى والمرغرين على الخبز، فالفتحات الصغيرة لشريحة الخبز تبدو مثل كهوف، تعلق بها كمية أكبر من المربى، من الصعب توزيعها بالتساوي. كنت أقضم الشريحة وأفكر في أن الحياة لا تختلف أبداً عن قطعة خبز محمص، ومسيرة حياة أحدهم قد تكون المربى أو المرغرين. ممكن أن نسير بهدوء من دون أن نعي أن جزءاً من أرواحنا علق بأحد هذه الثقوب، ولا أعتقد أن كتابة قصة أو قراءتها تكفي لتساعدنا في الخروج من هذه الكهوف، لكنها أحياناً قد تفعل. قصة شعر كان شعري طويلاً عندما ذهبت للصالون لقصه. سألتني وهي تخلل أصابعها خلال شعري: ماذا تريدين؟ هل أدرج لك خصله؟ قاطعتها أريد قصه تماماً ذهلت حرام عليك؟ ولد؟ نعم أقصر ما تكون قصة الولد ألقت بالفرشاة مستسلمة وجاءت بالمقص وهي تتفحص وجهي بارتياب. عقصت شعري لأعلى ونظرت إلي من خلال المرآة وغمزت بعينها وهي تبتسم ابتسامة غامضة - إنه ولد فعلاً ليغضبك لهذه الدرجة. * قاصة سعودية.