من الممكن ان تقول لغيرك ما يريد ان يسمعه، حتى وان كان ذلك يخالف الحقيقة ولأسباب تختلف، كأن يكون رد الفعل سلبياً ومضراً لك، او ان يكون مجرد نفاق فقط. لكن في النهاية الحقيقة تظل حقيقة، ولا يغيرها شيء حتى لو أردنا ذلك. كل عمل يكون له ايجابيات وسلبيات، وهذا أمر طبيعي إذا كان المسؤول عن هذا العمل يبحث عن السلبيات ليتلافاها مستقبلاً، ويحسن من أداء العمل. المهم أن تكون هناك إرادة واضحة للإصلاح، وهذا الأمر يأتي من داخل المنظومة، ويحتاج إلى أمور عدة، منها الشفافية والصراحة مع النفس ومع الآخرين. ما تشهده الرياضة العالمية في هذا الزمان من تطور وتقدم، لم يأتِ من فراغ، وليس وليد صدفة، وإنما هو نتيجة عمل حقيقي بدأ بالتخطيط ثم التنفيذ والمراقبة، وقبل هذا كله هو مصارحة النفس، ومعرفة مكامن الخطأ، والقضاء عليها، واستثمار الفرص وتنميتها. اذا نظرنا إلى وضع الرياضة السعودية الآن، يتبين لنا أن رياضتنا تعاني، والشواهد كثيرة، ولا مجال لذكرها جميعها الآن، ولكن نتائج المنتخبات بألعابها وفئاتها كافة تبين حقيقة واحدة وهي أن رياضتنا في وضع سيئ. من هذا المنطلق، ومن مبدأ الصراحة والشفافية أقول إنه يجب على المسؤول الأول بالرئاسة العامة لرعاية الشباب أن ينظر للأمور بشكل مختلف. كل سفينة تحتاج رباناً كفواً، ولكن تحتاج طاقماً كفواً أيضاً، فإذا قام الربان بواجباته وطاقمه لم يقم بواجباته، فغرق السفينة سيكون نتيجة ممكنة. ولن يكون الربان بالكفاءة المطلوبة اذا تأكد من أن طاقمه ليس بمستوى العمل المناط له، وتركه يسرح ويمرح بالسفينة ومصيرها. في النهاية الحقيقة تظل حقيقة، ولن يغيرها شيء حتى لو أراد الربان.