من الأوضاع المتردية في الكرة السعودية، التي تناولناها، وتناولها الغالبية من اجل تصحيح الواقع المرير الذي جعل الكرة السعودية تقبع خارج أسوار ال100 في التصنيف العالمي، ظاهرة الهدر المالي والصرف غير المدروس على المدربين واللاعبين سواءً أكانوا أجانب ام حتى محليين. وغالبية الأندية لدينا تملك ثروات طائلة قياساً بدول أخرى، لكنها ليست على الوجه الصحيح لبناء الإنسان الرياضي بشكل مباشر، فتلك الثروات تذهب مع الريح، وأكثر المستفيدين منها أشباه مدربين ولاعبين، يأتون من خارج الحدود، وبالعودة الى موازنات الأندية المعلنة، وشبه المعروفة هي مبالغ كبيرة، ولكن النتائج غير مطمئنة، والوضع السيئ في ازدياد، والمستقبل مجهول، وربما يأتي يوماً نتمنى العودة الى تصنيف ال100 بعد ان نتجاوزناه، وهذا أمر متوقع! وكم من مدرب يحضر الى الملاعب السعودية ثم يغادرها خلال شهر او شهرين؟ وأقل ما يكسبه"كم مليون"من الدولارات! ثم يبحث عن نادٍ سعودي آخر، وهنا أندية تحضر في الموسم الواحد خمسة مدربين، فقد أصبحنا مكان تندر الأجانب من خلال نصح بعضهم لبعض، خصوصاً العاطلون منهم أذهب إلى السعودية! أليس مدرب النصر ماتورانا، ومدرب الهلال كمبواريه كانا عاطلين عن العمل؟ فماذا استفدنا منهما وماذا استفادا منّا؟ حسبة ليست معقدة! والرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد الكرة مطالبين بوقف هذه التصرفات التي مزقت جسد الكرة السعودية، بتحديد سقف زمني واضح للمدربين، خصوصاً في حال إلغاء النادي لعقد المدرب، بأن لا يسمح للنادي بجلب مدرب آخر، إلا بعد مضي سنة ليكن نظاماً داخلياً، وان لا تترك الأمور على مزاج البعض، فأقرب خسارة يتم الاستغناء عن المدرب، فهل كل الأندية يجب عليها ان تفوز؟ ومن ثم لماذا من اكثر من 40 أو 30 سنة والإعلام الرياضي بح صوته بضرورة منح المدرب الوطني فرصة مثل الأجنبي؟ بل إن هناك مدربين سعوديين يفوقون الأجنبي، لكنه"مزمار الحي". أما اللاعبون الأجانب فحدث ولا حرج، هم يكلفون خزائن الأندية الملايين، وأقل لاعب سعودي أفضل منهم، أليست الآية عندنا معكوسة بسبب ان من يديرون الأندية بالطبع معظمهم، وليس كلهم ليس لهم علاقة بالرياضة! [email protected]