تعاني الأحياء الشعبية داخل مدينة الطائف وفي الضواحي المجاورة لها، وبحكم رخص إيجارات المنازل بها من وجود أعدادٍ هائلة من العمالة الوافدة إلى البلاد، لدرجة أصبح من الصعب التفريق بين النظامي منهم والمخالف. وكشف أمين محافظة الطائف المهندس محمد المخرج في بيان سابق تنفيذ الأمانة درساًٍ متكاملاً لظاهرة المناطق العشوائية في الطائف ومعرفة أسباب نشوئها ونموها وتحديد موقعها على المخطط الإقليمي للمحافظة، بما يساهم في تحقيق تنمية عمرانية مستدامة تخدم أهداف التنمية وتتفق مع الخطط الإستراتيجية والعمرانية الوطنية. وأشار إلى أن من أهم أهداف المشروع الذي نفذته البلدية ل 15 حياً داخل الطائف تشغل ما نسبته 11.2 في المئة من إجمالي مساحة الكتلة العمرانية للطائف، والتي تتجاوز 500 كيلو متر مربع، التعرف على الظاهرة وتقويم الأوضاع الاجتماعية والعمرانية الراهنة واقتراح الأطر الإستراتيجية والتخطيطية الملائمة للتعامل معها. والمواقع موضع الدراسة هي أحياء عودة، وسلطانة، وابن سويلم والثقافة والخضيرة والملز شمال الطائف، وحي مسرة ( 1 ، 2 ) شمال ومعشي شمال شرق الطائف، وحي المعترض بالحوية شمال الطائف، والسلامة جنوب غرب مدينة الطائف، ووادي النمل شرق الطائف، والمليساء ( 1 ، 2 ) شمال مدينة الطائف، والرحاب وريحة والواسط شمال الطائف، ويتراوح بعد هذه المواقع مابين 2 إلى 23 كيلو متراً من مركز المدينة، ومساحاتها ما بين 1.1 إلى 24.8 كيلو متر مربع. ويؤكد المواطن محمد نوار من سكان حي المعترض بضاحية الحوية أن 95 في المئة من سكان المنازل الشعبية، وخصوصاً التي تقع خلف المحال التجارية من العمالة التي تعمل في تلك المحال، وكثير منهم يستضيفون أبناء جلدتهم المخالفين لنظام الإقامة والعمل. وأبدى نوار تخوفه وساكني الحي من مشكلات تلك العمالة وتأثيرها البالغ على الشبان والمراهقين، وتمنى أن يتم تنفيذ مشروع تأهيل الأحياء العشوائية الذي سبق الإعلان عنه. وفي حي «ابن سويلم» الشعبي الشهير وسط الطائف، يسرد فائز الطويرقي أحد ساكنيه عدداً من المشكلات التي يعانون منها، حيث ذكر أن ضيق الشوارع في حيهم حال دون استفادة سكان الحي من خدمات النظافة والإنارة والترصيف، الأمر الذي أدى إلى تراكم النفايات وانتشار الروائح الكريهة والبعوض، الأمر الذي جعل الحي مرتعاً خصباً لانتشار الأمراض. ويضيف الطويرقي: «هناك مشكلات يعاني منها ساكنو الأحياء الشعبية سواء في حيهم أو غيره، منها المشاجرات اليومية بسبب مواقف السيارات وإغلاق الشوارع، وكثير ما تتحول تلك المشاجرات إلى مضاربات وخصومات بين الجيران، وأدت صعوبة وضيق الشوارع إلى عدم وصول الدفاع المدني إلى المنازل، وخصوصاً تلك التي تتربع على قمم المرتفعات الجبلية». فيما تحدث معاذ الطويرقي عن عدم وجود أماكن مخصصة في الحي لممارسة كرة القدم، فالمنازل تشغل جميع مساحات حيهم والذي يعتبر من أقدم وأشهر الأحياء الشعبية في الطائف. وأوضح حسن القرشي من سكان حي قروى القديم أن الطائف تحوي عدداً من الأحياء الشعبية منها حي وادي النمل، وحي ابن سويلم، وحي المعترض والمضباع، متمنياً أن تتم إعادة تأهيل وتطوير تلك الأحياء حتى ينعم سكانها بالخدمات بالشكل المطلوب، مقترحاً على أمانة الطائف أن يكون هناك حي سكني خاص في أطراف المدينة يكون خاصاً بالعمال بحيث يتم إخراجهم من جوار المواطنين لما ينتج من ذلك كثير من المشكلات الأمنية والاجتماعية.