اكد مسؤول كبير في المجلس الوطني الانتقالي الليبي اعتقال المعتصم القذافي، نجل معمر القذافي، الاربعاء في سرت. وقال رئيس مجلس ثوار طرابلس ان المعتصم اعتقل الاربعاء أثناء محاولته الهرب من المدينة. وكشف العقيد عبد الله ناكر ان المعتصم "القي القبض عليه اليوم في سرت." ومع ذلك، قال المتحدث باسم المجلس احمد باني انه لا يستطيع تأكيد هذا الخبر. وقال المسؤول عبد الكريم بيزامة مستشار رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل ان "الثوار رفضوا الاعلان عن اعتقال المعتصم القذافي قبل نقله الى مدينة بنغازي خوفاً من محاولة لانقاذه وقبل ان يتأكد رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل من الامر شخصياً". واضاف ان الثوار نقلوا المعتصم القذافي في قافلة من سبع سيارات كبيرة من طراز كرايسلر. ورداً على سؤال حول التأكد من اعتقال المعتصم القذافي، قال بيزامة "لا تزال التحقيقات جارية حول اعتقال المعتصم"، مضيفاً "سوف نؤكد نتائج هذه التحقيقات خلال الساعات القادمة". وقال "لم نتأكد بعد من الامر". لكنه اشار الى ان الاعلان رسمياً عن القاء القبض على نجل الزعيم الليبي السابق لن يتم قبل ان يتأكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي شخصياً من وجود المعتصم بين ايدي الثوار. ومن ناحيته، قال قائد تجمع سرايا الثوار في بنغازي اسماعيل الصلابي، في اتصال اجرته معه "لم يتأكد خبر اعتقال المعتصم بعد". وقال مسؤول عسكري بارز بالمجلس الوطني الانتقالي ان المعتصم قصر شعره الطويل في محاولة للتنكر. وحتى الآن فانه العضو الوحيد من اقارب القذافي المباشرين الذي تأسره قوات المجلس الوطني الانتقالي. ولا يزال سيف الاسلام الابن الابرز للقذافي هارباً منذ سقوط طرابلس في الثالث والعشرين من اغسطس/آب. وفرت عائشة ابنة القذافي وشقيقاها هانيبال ومحمد ووالدتهم صفية وعدد آخر من افراد الاسرة الى الجزائر في اغسطس/آب وما زالوا هناك. وفر الساعدي وهو ابن اخر للقذافي الى النيجر. وسقطت معظم مناطق سرت مسقط رأس القذافي تحت سيطرة قوات المجلس الوطني الانتقالي في الايام القليلة الماضية بعد اسابيع من الحصار. وعمت الاحتفالات بنغازي وطرابلس التي تشهد اطلاق عيارات نارية في الهواء من كل انواع الاسلحة. وينتظر المجلس الوطني الانتقالي الذي اطاح بنظام القذافي سقوط سرت لاعلان "التحرير التام" للبلاد الامر الذي سيفتح المجال امام تشكيل حكومة انتقالية تكلف ادارة الفترة الانتقالية حتى تنظيم انتخابات مجلس تاسيسي (مؤتمر عام). واندلعت معارك عنيفة بالاسلحة الاوتوماتيكية والصواريخ المضادة للدبابات بعد الظهر على بعد كيلومترين غرب الساحة المركزية لسرت، واسفرت عن ستة قتلى على الاقل وعشرات الجرحى. وتركزت المعارك حول مدرسة لجأت اليها مجموعة موالية للقذافي. وتركز قصف مقاتلي النظام الجديد في سرت التي تبعد 360 كلم شرق العاصمة طرابلس، الاربعاء في منطقة مساحتها نحو ثلاثة كيلومترات مربعة مكونة من ثلاثة احياء بينها حي الدولار الذي اطلقت عليه هذه التسمية بسبب فيلاته الفخمة التي يسكن فيها مسؤولو النظام السابق.