أكدت الحكومة الإسرائيلية لوزير الاستخبارات المصرية عمر سليمان والذي يزور تل ابيب حاليا، إصرارها على توقيع المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية إذا ماتمت صفقة تبادل الأسرى بينها وبين حماس، على ورقة يتعهدون فيها بعدم العودة إلى العمل العسكري أو العمل السياسي وإلا فإن من حق حكومة الاحتلال أن تتخذ القرارات المناسبة بشأنهم. وكانت حماس قد طلبت من الوزير سليمان بحث مخاوفها من تعرض القيادات الكبيرة المفرج عنها للاغتيال على يد الاحتلال الاسرائيلي، حيث طلبت من مصر توضيح موقف الحكومة الإسرائيلية من هذه المسألة، قبل الشروع فى قبول الصفقة، بحسب ماذكره مصدر مصري. وكشف المصدر عن أن سليمان أثار مع الجانب الإسرائيلي ضرورة استئناف عملية السلام مع قرب التوصل إلى اتفاق بشأن شاليط، حتى يمكن تحقيق توازن مطلوب بين فتح وحماس إذا أنجزت صفقة تبادل الأسرى. وكانت مصادر مصرية أكدت أن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل في مراحلها الأخيرة، وأن الموعد النهائى لإعلانها مرهون بحل كافة النقاط التى تخضع لتفاوض شاق برعاية مصرية. مشيرة إلى أن حماس تتجه إلى الموافقة على إتمام الصفقة بنجاح رغم الاختلاف فى وجهات النظر بين قياداتها بشأن الأسماء التى تعرقل إتمام الصفقة، وأوضحت المصادر أن مسار المفاوضات الحالي يتركز فى مسألتين محددتين: الأولى فى اربعة أسماء ترفض إسرائيل بشكل مطلق ولا رجعة فيه الافراج عنهم تحت أى ظرف لأنها ترى أن إطلاق سراحهم يعنى تهديدا مباشرا للأمن الإسرائيلي، وهم: أحمد سعدات، مروان البرغوثى، عباس السيد، إبراهيم حامد، ما يعنى أن مروان البرغوثي لن يفرج عنه، أما المسألة الثانية التى لايزال هناك تفاوض بشأنها فهى تتعلق بمائة أسير تريد إسرائيل إبعادهم إلى خارج الأراضى الفلسطينية، وحماس تريد تخفيض هذا العدد. وأكد مصدر مصري انه رغم وجود بعض المشكلات التى لم يتم الاتفاق بشكل نهائى بشأنها، إلا أن مصر لديها قناعة كاملة بأن حماس فى طريقها إلى الموافقة على الصفقة، موضحا أن حماس تستخدم الوقت من أجل تحسين شروطها ليس أكثر، لكنها فى النهاية سوف توافق على الصفقة، وهو نفسه موقف الحكومة الإسرائيلية، والأمر لن يستغرق سوى أيام. من جانب آخر، ذكرت الصحف الإسرائيلية أن هناك مشكلة برزت خلال مباحثات سليمان مع المسؤولين المصريين، حيث حمل الوزير المصري معه رسالة احتجاج شديدة اللهجة بسبب أن الحكومة الإسرائيلية لا تقوم بإبلاغهم بآخر المستجدات والتطورات في المفاوضات غير المباشرة الجارية مع حماس حول صفقة تبادل الأسرى، لأن هناك أنباء تصل إلى الجانب المصري بشأن الصفقة من جهات أخرى ولا يتم إبلاغهم بها من قبل الحكومة الإسرائيلية. من جانبه، قال عزت الرشق القيادي في حركة حماس إن الحركة تنتظر أن ينقل إليها الوسيط الألماني رد تل ابيب بشأن صفقة تبادل الأسرى خلال الأيام المقبلة، مجددا إصرار حماس على أن تشمل الصفقة قادة المقاومة والمجاهدين الذين يصنفهم الاحتلال بالأسرى الخطيرين.