ما زال ملف"سعودة"السوق المركزية لحلقة الخضراوات بمدينة جدة"معلقاً"بين أطراف وجهات حكومية عدة، نظريات يتبناها العديد من المتابعين عن تآمر العمالة الأجنبية وسيطرتها بشكل كامل على سوق"حلقة الخضراوات"والدفع بالشبان السعوديين إلى خارج حدودها، من خلال أساليب وطرق مختلفة تنتهي بمشروع الشاب الطموح إلى خارج بوابة"الحلقة"، قضية السوق المركزية ليست الحلقة"الأخيرة"من محاولات الشبان السعوديين في اقتحام مجالات يسيطر عليها الأجانب، إلا أنها واحدة من أحلامهم التي يسعون كثيراً لتحقيقها، ويقف دون أحلامهم تلك أصحاب البسطات - كما يرى البعض- الذين يفتحون الباب على مصراعيه للعامل الأجنبي. اصحاب البسطات والعاملون في طوائف السوق المركزية يرون عكس ذلك، فهم يعرفون بيئة السوق جيداً ويعلمون قدرات تحمل الشاب السعودي ومدى استطاعته على العمل والتخلص من أفكار التآمر التي يسمعها كثيراً خارج إطار السوق حتى"عشعشت"في عقليته وأصبح محطماً قبل خوضه للتجربة. وتسعى أمانة جدة بسبب مصدر موثوق تحدث إلى"الحياة"وضع أنظمة جديدة للتخلص من العمالة الأجنبية، إضافة إلى تلك الأنظمة والقرارات التي اتخذتها قديماً، لكن الأسهل من ذلك هو تحايل أصحاب البسطات على تلك القرارات وجعلها تصب في مصلحتهم من جهة أخرى. أصحاب "بسطات": "المواطن" عاجز ... ولا "غنى" عن "الوافد" أبدى الكثير من أصحاب البسطات انزعاجهم تجاه ما يتردد في وسائل الإعلام عن ملف سعودة العاملين في حلقة الخضراوات واتهامهم بمساعدة العمالة الأجنبية في السيطرة على السوق بشكل كامل، ليعلنوا اليوم تحدياً وضعوه أمام الشاب السعودي في قدرته على العمل في أجواء وبيئة حلقة الخضراوات. عبدالله السواط والذي يعمل في سوق الخضراوات منذ ثمانية أعوام ويمتلك مجموعة من البسطات يؤكد أن جميع البسطات في حلقة الخضراوات يمتلكها سعوديون معلقاً على ما يردد في وسائل الإعلام عن سيطرة العمالة الأجنبية في حلقة الخضراوات بقوله:"الأجنبي هو المحرك لحلقة الخضراوات فبدونه ستكون الحلقة مثل سيارة من دون عجلات"ويصف السواط أنه عند مجيئه لحلقة الخضراوات وجد العديد من البسطات معروضة للتأجير وقام باستئجارها ولم يجد أي صعوبة في ممارسة البيع والشراء مع العمالة الأجنبية، ويتحدى السواط قدرات الشبان السعوديين على العمل في سوق حلقة الخضراوات من دون وجود عمالة أجنبية معللاً"السعودي لا يستطيع العمل في حلقة الخضراوات لأكثر من ثماني ساعات وبالتالي سأكون في حاجة لتوظيف ثلاثة سعوديين على الأقل في كل بسطة"ويواصل السواط إعلانه للتحدي فهو يتحدى الشبان السعوديين في استطاعتهم على العمل في حلقة الخضراوات، ويقول:"أتحدى ان يعملوا في حلقة الخضراوات ضمن هذه الأجواء وإذا وجدوا فهم قلة جداً ويأتون إلى هنا للعمل وبعد شهرين يتركون البسطة ويذهبون وقد حصل لي هذا كثيراً". الشاب محمد عريشي 26 عاماً والذي يعمل في حلقة الخضراوات منذ ثلاث سنوات في غحدى البسطات لبيع البصل والبطاطس يرى أن هناك العديد من الشبان السعوديين الذين أثبتوا تواجدهم في سوق الخضراوات المركزية، وعن تعامل العمالة الأجنبية مع الشبان السعوديين أوضح"بصفة عامة العامل الأجنبي لا يقوم بشراء البضائع من الشاب السعودي ولذلك نضطر أن نجلب عمالة أجنبية لشراء البضائع من أجانب، وهذا ينطبق على العمالة البنغلاديشية والعمالة الهندية، وذلك لعدم استطاعتنا في التفاصل معهم في أسعار البضائع وغيرها"ويضيف عريشي أن العمالة الأجنبية تعمل على جلب الزبائن إليها بأساليب مختلفة، وحول ما يتردد في وسائل الإعلام من سيطرة الأجنبي للسوق وتآمرهم على السعوديين غير صحيح ولكن الأمر بحاجة إلى صبر، وزاد"يجب على الشبان السعوديين قبل دخولهم إلى السوق معرفة نظام السوق ومواعيد سحب البضائع ومواعيد البيع والمواسم حتى لا يحصلوا على المزيد من الخسائر". محمد العدواني 24عاماً يعمل في إحدى البسطات ينفي هو الآخر ما يقال عن محاولات العمالة الأجنبية لاحتكار السوق وإبعاد الشبان السعوديين عن سوق الخضراوات، ويقول:"أنا أعمل هنا منذ أكثر من شهرين والأجنبي يمتلك الصبر على الخسارة وكذلك على تواجده في هذا المكان ويستطيع البيع والشراء بأساليب جيدة"، مؤكداً أنه لم يلمس من العمالة الأجنبية أياً من أساليب"العصابات"أو التحالفات ضد الشبان السعوديين.