لم تعد فترات الصيف أو فترات الإجازة هي الموعد المخصص للسمر عند الشبان السعوديين بل أصبح الأمر يستمر معهم خلال أوقات العمل والدراسة، شبان مدينة جدة ليس لديهم خيارات متعددة يقضون فيها أوقات السمر، فقد وضع البحر الأحمر حدوداً يمضون فيه أوقات سهرهم، أو تلك المقاهي التي يجدون فيها متنفساً آخر. من جهته، أكد الشاب سعيد الغامدي 32 عاماً محدودية الأماكن التي يستطيع أن يوجد بها الشاب عموماً، وعلى الخصوص في ساعات متأخرة من الليل"لا يوجد مواقع متعددة نسهر بها، ليلاً تجد الشبان أمام البحر أو في أحد المقاهي، وليس هناك أي مكان آخر أو حتى أفضل" ويسخر الغامدي من حاله وزملائه بقوله:"في جدة يجب أن يطمئن آباؤنا، لأن الأبناء لم يكونوا في المقهى فهم على شاطئ البحر". ويرى سالم الخالدي 82 عاماً أن شاطئ البحر الأحمر المطل على مدينة جدة يعد"كنزاً"- على حد وصفه ? وأفاد:"يجب أن يستثمر شاطئ البحر ويتم وضع إضاءات جيدة ومواقع مهيئة للجلوس، إضافة إلى الاهتمام بنظافة الشاطئ، لكي نمضي أوقاتاً ممتعة هناك". ولا يكاد"التندر"ينفك عن السنة الشبان حين حديثهم عن حالهم"ليلاً"، إذ يعتبر سامي المالكي 62 عاماً أنهم أشبه ما يكونون ب"المشردين"ليلاً يقول:"تجدنا ليلاً نفرش بساطنا في أي مكان يخلو من الناس ونجلس للعب الورقة، وننقل بساطنا من مكان إلى آخر، بسبب قيام الشرطة بمنعنا من الجلوس في مكان غير مخصص للجلوس لاسيما في ساعات متأخرة من الليل". ولا يزال الشبان لا سيما القاطنين في مدينة جدة يحاولون الخروج من النمط التقليدي الذي يقومون به في أوقات سهرهم، مبتعدين عن صخب المدينة في اتجاه إلى منطقة"أبحر الشمالية"فهناك توجد المتنزهات البحرية الكبيرة والتي توفر العديد من النشاطات والترفيه لهم، إلا أن أسعارها ليست في متناول الجميع لتبقى حكراً على أصحاب المال. يقول عبدالمحسن فاهد 52عاماً:"المتنزهات الموجودة في أبحر الشمالية ممتعة جداً، فهناك أمضي الكثير من الوقت من دون أن اشعر به"، مضيفاً أنه يقوم بصرف مبالغ كبيرة في هذه المتنزهات"ولكنها الخيار الوحيد أمامي". ويتحدث عبدالرحمن حسين عن سيطرة هذه المتنزهات على مساحات كبيرة من شاطئ جدة"يجب أن يكون شاطئ البحر للجميع فما تبقى منه لا يمكن الجلوس فيه"ويقضي عبدالرحمن أوقات سهره مع أصدقائه في منطقة الكورنيش يقول:"أنا لا أحبذ الجلوس في المقاهي لذلك غالبية أوقاتي ليلاً تكون في الكورنيش مع أنني لست سعيداً بوضعه الحالي ولكن ليس باليد حيلة".