توفيت الطفلة فرح قنديل بالمركز الصحي في الهيئة الملكية بينبع أمس، بعد أن بقيت بالعناية الفائقة أكثر من ثمانية أيام، إثر إصابتها في حادثة مرورية أودت بحياة والدها، وكان والد الطفلة المغدورة تالا الطرف الآخر في الحادثة. وأكدت مصادر طبية موثوقة بالمركز الصحي في الهيئة الملكية بينبع ل"الحياة"أن الطفلة فرح قنديل لفظت أنفاسها الأخيرة بالعناية الفائقة بالمركز الطبي في الهيئة الملكية بينبع عصر أمس، مبينة أن الطفلة لازمت السرير الأبيض بالعناية الفائقة أكثر من ثمانية أيام. وعاشت الطفلة"فرح"لحظاتها الأخيرة بقرب والدها قبل أن يخطفه الموت، ولم تمكث"فرح"طويلاً بعيداً عن والدها الذي ستجاور قبره خلال مراسم الدفن اليوم. ولم تقف تبعات جريمة العاملة الإندونيسية عند حدود أسرة الطفلة"تالا"، التي تسببت في مقتلها الأسبوع الماضي، بل شملت أسرة فرح التي تضررت بوفاة ابنتهم، وقبلها والدها الذي قضى لحظة وقوع الحادثة. واستطاعت العاملة المنزلية أن تقتلع جذع النخلة الصغيرة"تالا"من قلب أسرتها، وأن تنتزع بسمة ال"فرح"من وجه والدة"فرح"التي عاشت لحظات ممزوجة باليأس والأمل طوال الأيام الماضية، متمنية أن تنسى عيناها الحزن على فقدها زوجها بعودة ابنتها"الكبرى"إلى أحضانها. ويقول عم الطفلة"فرح"عبدالمعطي قنديل ل"الحياة":"إن لسانه لم ينقطع بالدعاء لوالدة"فرح"أن يثلج قلبها ويمدها بالصبر والسلوان"، مضيفاً"تعاقبت الأحزان على والدة فرح فهي ما زالت في صدمة وفاة زوجها عبدالرحمن قنديل حتى فوجعت بوفاة ابنتها". ويوضح قنديل أنه تم تمهيد خبر وفاة"فرح"على والدتها لتخفيف الصدمة عليها، مبيناً أنه سيتم دفن ابنة أخيه في مكةالمكرمة إلى جوار والدها. فيما لم يخف والد الطفلة"تالا"صالح الشهري حزنه على وفاة الطفلة"فرح"التي اعتبرها كابنته على حد وصفه، معبراً عن مدى شعوره بما تعانيه أهل الطفلة"فرح"كونها تعيش القصة التي عاشها بفقده ابنته. وقال الشهري ل"الحياة":"سأقف بنفسي مع أهل الطفلة فرح مقدماً العزاء لهم، وكل ما يحتاجونه وأسأل المولى بأن يجمعنا ويجمعهم بفلذات أكبادنا بالجنة". وأفاد عم الطفلة"تالا"إبراهيم الشهري خلال حديثه إلى"الحياة"بأن جميع أفراد الأسرة توجهوا إلى المستشفى الذي كانت تقطنه الطفلة"فرح"لتقديم واجب العزاء لأهلها، إلا أنهم علموا برحيلهم إلى مكة ليتم دفنها، وعلى إثر ذلك توجهت أفراد من الأسرة للقيام بكل ما هو واجب تجاه أهل الطفلة"فرح".