شهدت القائمة الأولى لأسماء حملة الدبلومات الصحية ال14 الذين أعلنت وزارة الخدمة المدنية تعيينهم السبت الماضي تنفيذاً لأمر ملكي مفارقات غريبة، إذ ضمت أسماء لموظفين على رأس العمل، إضافة إلى تكرارها لأسماء خريجين في نفس القائمة لأكثر من مرة، الأمر الذي اعتبره خريجون خطأ من وزارتي الصحة والخدمة المدنية يخالف نص الأمر الملكي في هذا الخصوص. ورصدت"الحياة"أسماء لموظفين حاليين في وزارة الصحة يحملون شهادة دبلوم الكليات الصحية ويعملون في الوزارة منذ شهر ذي الحجة من العام السابق 1432ه تحتفظ"الحياة"بصورة من قرارات تعيينهم، لكن وزارة الخدمة المدنية أعلنت أسماءهم السبت الماضي ضمن 14 ألف اسم صدرت قرارات تعيينهم حديثاً تنفيذاً للأمر الملكي الصادر في شهر رجب من العام 1432ه، بواقع أربعة آلاف في وزارة الصحة وأربعة آلاف في الجهات الحكومية الأخرى، إضافة إلى ستة آلاف في القطاع الخاص، الأمر الذي أثار غضباً في صفوف حملة الدبلومات الصحية الذين لم يشملهم التعيين إضافة إلى الذين وردت أسماؤهم كمعينين في المستشفيات الأهلية. وشهدت القائمة تكراراً لأسماء خريجين أكثر من مرة، وهو ما اعتبره خريجون تحدثت معهم"الحياة"خطأ من وزارتي الصحة والخدمة المدنية يضر بالخريجين ويحرمهم حقوقهم بموجب القرار الملكي رقم 121/ أ الذي نص على استيعاب 14 ألفاً من حملة الدبلومات الصحية في المرحلة الأولى. وفيما واصل مئات من حملة الدبلومات الصحية المعينين في مستشفيات أهلية الأسبوع الماضي افتراش الأرصفة المحيطة بوزارة الصحة، للمطالبة بتعيينهم في وظائف حكومية، قال الخريج أحمد الحربي ل"الحياة"،"إعلان وزارة الخدمة المدنية لأسماء موظفين باعتبار أنهم معينون جدد مشمولون بالأمر الملكي، خطأ لا أظنه يرضي أحداً من الخريجين ولا يرضي ولي الأمر الذي يهمه أن تحل مشكلة هؤلاء الشباب العاطلين". وأضاف،"إذا كانت صحيفة"الحياة"رصدت اسمين أو ثلاثة لموظفين ضمن القائمة، فمن يدري لعل هناك عشرات أو مئات آخرين في القائمة ممن هم على رأس العمل، وأصدرت الوزارة أسماءهم كما لو أنهم معينون جدد استفادوا من الأمر الملكي". وعبر خريج آخر من حملة الدبلومات الصحية اسمه سعيد محمد ل"الحياة"عن عدم ثقته بما تقوله وزارتا الصحة والخدمة المدنية، مشيراً إلى أن إعلان أسماء موظفين ضمن قائمة المعينين وتكرار أسماء آخرين في نفس القائمة، هو خطأ جسيم في حال إذا أحسنّا الظن، ولكنه يمكن أن نعتبره فضيحة ومحاولة لخداع الرأي العام إذا أسأنا الظن في مسؤولي وزارتي الخدمة المدنية والصحة. من جهته، رجح نائب رئيس لجنة الشؤون الصحية والبيئة في مجلس الشورى الدكتور محسن الحازمي في اتصال مع"الحياة"أن يكون ورود مثل هذه الأسماء إذا صح الأمر،"من باب الخطأ، ولا سيما أن العدد ضئيل ولا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، بحسب ما تقولون"، مشيراً إلى أن مثل هذه الأخطاء القليلة لا يمكن أن تعتبر ظاهرة، ولا سيما أن عدد المعينين هو 14 ألفاً، أما إذا كان العدد كبيراً فعندها يمكن أن نعتبر ذلك هضماً لحقوق زملائهم الذين لم يتم تعيينهم. وتشير وثائق رسمية حصلت"الحياة"على نسخ منها، إلى أن اثنتين من الخريجات اللاتي وردت أسماؤهن ضمن الأربعة آلاف اسم المعينين في وزارة الصحة تحتفظ"الحياة"بأسمائهن، يعملن في المديرية العام للشؤون الصحية في محافظة جدة منذ شهر ذو القعدة الماضي، فيما يظهر أحد الأسماء المعينات في القائمة ذاتها تكراراً للاسم الرباعي لإحدى الخريجات مرتين في مكانين مختلفين. وكانت وزارة الصحة قد قالت في بيان صحافي الأربعاء الماضي إنها"عملت على الإسراع في تنفيذ ما ورد في الأمر السامي رقم أ/121 وتاريخ 2/7/1432ه بخصوص تعيين حملة الدبلومات الصحية التي تبلغ حصة الوزارة منها أربعة آلاف خريج وخريجة على الوظائف الشاغرة في الوزارة، وبادرت بإصدار قرار تعيين الدفعة الأولى منهم وعددهم 935 مواطناً فور إبلاغها بحصتها من وزارة الخدمة المدنية بناءً على نتائج المفاضلة التي تمت لديها، ويجري استكمال إجراءات تعيين الدفعات الأخرى التي ستعلن خلال الأسابيع القليلة المقبلة". وفشلت محاولات عدة ل"الحياة"الاتصال على المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني الذي لم يرد على هاتفه.