على رغم فرض عدد من مسابقات الشعر على مشاركيها عدم المشاركة بأسماء مستعارة، إلا أن هناك شعراء لا يزالون يفضلون الظهور ب"الألقاب"بعيداً عن أسمائهم الحقيقية. ولم تكن الأسماء المستعارة جديدة على الساحة، بل إنها ظهرت منذ الثمانينات الميلادية، فهناك شعراء كشفوا عن أسمائهم، بينما آخرون لا يزالوا يكتبون بألقاب فقط، لكنها زادت بكثرة في موقع التواصل الاجتماعي"تويتر"أخيراً، إذ ظهرت عشرات المعرفات الشعرية بأسماء مستعارة، ما يدل على أن الألقاب الشعرية لم تتوقف عن الساحة، حتى لو تغيرت مواقع نشر القصائد. ووجود الأسماء المستعارة في"تويتر"يهدد عدداً من الشعراء المشهورين، إذ يتجنبون النقاش معهم، والرد عليهم، حتى لا يحرجوهم أمام متابعيهم، بينما هناك شعراء عمدوا الدخول بألقاب حتى يكتبوا الهجاء في زملائهم. واختلفت آراء الشعراء حول وجود الأسماء المستعارة حتى الآن، فهناك من يرى وجودها طبيعياً، بينما آخرون اعتبروه خطراً على الساحة الشعبية، بحجة أنهم يسيئون إلى الشعر بكتاباتهم. وبرر الشاعر تركي المريخي استخدام عدد من الشعراء أسماء مستعارة في موقع التواصل الاجتماعي"تويتر"بقوله:"في ظل وجود شعراء شباب مبدعين في الساحة يكتبون أشعارهم، أرى أن الشاعر الشاب المتخفي باسم مستعار شاعر ذكي، فهو يقيس مدى قبوله في الساحة ورضا الناس عنه، ليعلن بعد ذلك عن اسمه". ويختلف الشاعر فيصل العدواني مع المريخي في تشجيعه للشعراء بالكتابة بأسماء مستعارة، إذ يقول العدواني:"لست من مشجعي الكتابة بأسماء مستعارة، ولكن هناك الكثير من المواضيع التي يرغب الشاعر أن يبدي رأيه فيها ومن الصعب عليه أن يصرح بها باسمه الحقيقي، كالأمور الرياضية والسياسية، فيفضل الدخول بأسماء مستعارة ليأخذ راحته في التعبير، ولعل المتابع يرى أن الأكثر جرأة في الطرح وإبداء الرأي في"تويتر"هم من أصحاب الأسماء المستعارة، إضافة إلى رغبة الشاعر في كتابة أبيات ساخرة، تختلف عن لونه الذي اعتاد في الكتابة به أمام الناس، ليكون الاسم المستعار وسيلة من الهرب من بعض القيود التي تقيده باسمه الحقيقي". و يتفق الشاعر هلال المطيري مع العدواني في أن الاسم المستعار وسيلة للتعبير من دون حرج من الاسم الحقيقي للشاعر، إذ أكد أن الكتابة باسم مستعار، يدل على أن الشاعر ذو شخصيتين، واحدة معروفة أمام جمهوره، وأخرى يريد العيش بها في الخفاء، ويمرر الفكاهات والابتسامات والآراء التي يحرج من ذكرها باسمه الحقيقي، لافتاً إلى أن الشاعر هو الإنسان في بيته وعمله وأمام جمهوره. يذكر أن عدداً كبيراً من الشعراء والشاعرات تخلّوا عن أسمائهم المستعارة، بحجة أنها لن تخدمهم في مسيرتهم الشعرية، بينما لا يزال عدد منهم يحتفظ بلقبه الشعري، وكثرت تلك الأسماء في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي.