نسير في أيام عامنا الجديد، ونحن نستذكر إنجازات عدة ومواقف عظيمة للأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز - يرحمه الله - الأب الرحيم، والسياسي الماهر، والقيادي المحنك. وهو الذي رثيته بمقالة متواضعة نشرتها صحيفة"الحياة"، عنونتها ب"ورحل والد الفقراء والأغنياء". وفكرت ماذا يمكن أن نقدم لقامة مثل سلطان بن عبدالعزيز، فقد كان، يرحمه الله، رجل دولة، ودولة في رجل بحكمته وسعة صدره وبُعد نظره، لذا لم يكن مستغرباً غيمة الحزن العظيمة التي خيّمت على أجزاء كبيرة ومساحات واسعة من العالم بعد سماع خبر انتقاله إلى الرفيق الأعلى. قد يتساءل البعض عن توقيت كتابتي لهذا المقال - أو هو على الأصح"اقتراح"جال في نفسي، خصوصاً إذا ما علمنا أن وفاة الأمير الراحل مضى عليها أكثر من شهرين، وأقول إن السبب يعود لمحبتي له، التي يتفق معي فيها ملايين الملايين من البشر، ولذا فعندما طالعت خبراً عن"قطار الحرمين السريع"، وهو مشروع خط سكة حديدية كهربائي، يربط بين منطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة، مروراً بمحافظة جدة. وسيتوسع ويتطور أكثر، تمنيت أن يكون للأمير الراحل - وهو من باركه ودعم فكرته - حضور فيه، والاقتراح أن يُسمى هذا المشروع الرائد - الذي سيعم خيره لكل الحجاج والزوّار والمعتمرين الذين سيستقلونه - باسم"قطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز لخدمة الحرمين". لا يختلف أحد على جهود سموه - يرحمه الله - في مجال النقل، حين كان وزيراً للمواصلات، ولو شئت أن أعدد خدماته لبلاده ومواطنيه ولأمة الإسلام وللعالم أجمع، لاحتجت إلى الكثير من الوقت والجهد، فلا أقل من أن يرتبط اسمه بخدمة من خدمات الدولة أعزها الله، التي تقدم للإسلام والمسلمين. رحم الله"الأمير سلطان بن عبدالعزيز"، وجمعنا به بجنات النعيم. فهد بن سعد بن دلاك [email protected]