كشفت مديرة مركز مراقبة السموم في المنطقة الشرقية الدكتورة مها المزروع، أن أخطر ما في غاز «الأيبوكس»، الذي تسرب من المصنع، أنه «قد يتفاعل مع مواد كيماوية أخرى عالقة في الجو أو في الأرض، في ظل درجة حرارة عالية وضغط عال، ما يؤدي إلى حدوث انفجارات، تسبب أضراراً بالغة»، مبينة أن سرعة السيطرة على التسرب «قلص حجم الأضرار». وأكدت أن النسبة التي تسربت «لا تشكل خطورة عالية». وأشارت المزروع، في تصريح ل «الحياة»، إلى استعدادات المركز، للتنسيق مع المستشفيات الحكومية والخاصة، والإجابة عن استفسارات الأطباء، موضحة أن «المادة سائلة بطبيعتها، وليست غازاً، وتستخدم في عمليات الطلاء، ونسبة الخطورة فيها تكون مرتفعة، طالما بقيت رطبة، وفي حال جفافها لا تحدث تفاعلات». وأكدت أن مستشفيات المنطقة «في حالة تأهب، لاستقبال الحالات التي تعاني من أعراض، جراء استنشاق الغاز، وتم توجيه أقسام الإسعاف بسرعة تقديم العلاج اللازم، وتحديد جرعات الأدوية المطلوبة، بحسب الحالة التي يعاني منها المريض، خصوصاً مرضى الربو والحساسية، لتلافي وقوع وفيات. ونصحنا الطواقم الطبية بسرعة إعطاء كمية الأكسجين اللازمة والكافية، إضافة إلى أدوية موسعة للشعب الهوائية، والتنويم إذا استدعى الأمر. كما وجهنا المستشفيات بضرورة تحويل العينات كافة، لمركز مراقبة السموم، لمعرفة نسبة استنشاق الغاز، والتأكد ما إذا كان من «الأيبوكس»، أو غازات أخرى». وأبانت أن هذه الحالة تعتبر «تسمماً حاداً، وليس مزمناً، وتعاملنا مع الموضوع ضمن هذا النطاق»، مضيفة أنه «من ضمن الأعراض احمرار العين، وتهيج في الجلد، والصداع والغثيان»، نافية وجود «تأثيرات لاستنشاق الغاز على المصابين بأمراض مزمنة، مثل مرضى القلب والضغط. كما لا يوجد تأثير للغاز على زيادة أمراض السرطان، أو نموها في شكل أسرع. فهذا ما لم تثبته الدراسات العلمية». وحول الخطورة المتوقعة مستقبلاً، أوضحت أنه «لا توجد أي خطورة فعلية. لأنه تم الحد من التسرب. إلا أن المخاوف كانت ستصبح أكبر في حال حدث التسرب من دون الانتباه له. فهنا كانت ستحدث مشكلات لا يُحمد عقباها». وشددت على أهمية «إغلاق أجهزة التكييف، خوفاً من دخول الهواء الضار، والتعامل مع الأطفال الذين يعانون من أمراض الحساسية بسرعة، من دون تردد لمراجعة المستشفيات». وعن بدء استقبال الحالات قالت: «توافدت حالات إلى المستشفيات. وبدأنا بإجراء فحوصات للعينات التي تصلنا من قبل المستشفيات. كما استقبلنا اتصالات من المواطنين، وقمنا بتعريف المادة، والأضرار التي قد تنجم عنها». 6 حالات راجعت المستشفيات قال مدير العلاقات العامة في المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية سامي السليمان: «إن ست حالات راجعت مجمع الدمام الطبي ومستشفى الولادة والأطفال في الدمام، غادرت المستشفى بعد تلقي العلاج اللازم، ولم تُسجل أي حالات أخرى»، مستدركاً أنه «لم يثبت أن الحالات التي راجعت المستشفى مساء أول من أمس كانت بسبب تسرب الغاز». وأبان السليمان، في بيان أصدرته «صحة الشرقية»، أمس، أن «أربع حالات في مستشفى الولادة والأطفال، وحالتين في مجمع الدمام الطبي، يشتبه بأن تكون تعرضت لاستنشاق الغاز المتسرب من أحد المصانع في مدينة الدمام». وأكد أن هناك «تنسيقاً بين مستشفى الولادة والأطفال ومركز السموم، وذلك من خلال تحويل بعض المراجعين تم الاشتباه في حالاتهم إلى المركز، لمعرفة مكونات الغاز، وآلية التعامل الطبي الأمثل معه، من قبل قسم الطوارئ في المستشفى». وأضاف أن «الأعراض تكون عبارة عن سعال، وضيق في التنفس. ويتم أعطاؤهم جلسات أكسجين، إضافة إلى موسع للشعب الهوائية، إذا استدعت الحالة»، مشيراً إلى أن أقسام الطوارئ في مستشفى الولادة والأطفال وبقية المستشفيات، «اتخذت الوسائل الاحتياطية كافة، لاستقبال أي حالة، مُشتبه في تعرضها إلى الغاز». يُشار إلى أن عدد المراجعين لقسم الطوارئ في مستشفى الولادة والأطفال، بلغ 260 حالة منذ عصر الثلثاء وحتى أمس الأربعاء، وهو «المعدل الطبيعي خلال هذه الفترة من العام» بحسب السليمان.