في أي قضية إذا كان خصمك سيئ السمعة فإن ذلك يسهل عليك ربحها، أما إذا أضاف على سوء سمعته صفة الغباء فاعتبر القضية في"جيبك الصغير"لا محالة، وعليه فإن تصريحات المسؤولين في إيران في شجب التدخل العسكري الخليجي والإيحاء بأن شيعة البحرين هم رعايا إيران بالمنطقة، تؤكد بأن المظاهرات في البحرين إنما هي وسيلة جديدة لإيران لزعزعة الاستقرار بالمنطقة، كما تؤكد طائفية تلك المظاهرات ولو أن إيران كانت حسنة السمعة على المستوى الإقليمي لكانت تصريحاتها أقل ضرراً على مستقبل تلك المظاهرات، ولكن الغباء السياسي دفع مسؤولي إيران الى إحراج وكلائهم المنظمين لتلك الاحتجاجات، ولو كان في وكلائهم عاقل لغمز لإيران بعينه التي لا نراها حتى لا تضعهم في تهمة التآمر مع بلد أجنبي، لكنها قلة الخبرة التي أبت إلا أن تنكب مخططهم، كما أن"حزب الله"في لبنانوالعراق ما قصر وزاد الطين بلة بتأييد تلك الاحتجاجات في البحرين. الحقيقة أن تصريحات المسؤولين في إيران وحزب الله جاءت في مصلحة الموقف الخليجي، فمن كان يعتقد سلفاً بأنها احتجاجات شعبية، وامتداد لثورتي تونس ومصر، أفاق على حقيقة أنها مجرد"ذئب في جلد خروف"، وأيقن أنها تحركات طائفية لتحقيق الحلم الإيراني القديم في البحرين، وخدمة للراديكالية الإيرانية. وسنستعرض القليل من تاريخ"أبا الحصيني وشهوده"... ما لإيران والمطالب الشعبية؟! إيران آخر من يتكلم عن الاستجابة للمطالب الشعبية، وما قمع الثورة الخضراء ببعيد، ثم إن إيران هي"سبب المصايب"في العراقولبنان، ولا يمكن أن تأتي بحل في البحرين أفضل من حلولها الكارثية في العراقولبنان. أما"حزب الله"فهو الأب الشرعي للطائفية في خاصرة الوطن العربي، ورائحته الطائفية أزكمت من به"لحمية"، فما الذي يسكته عن أي حركة شعبية عربية ويتحدث فقط عن احتجاجات البحرين وقبلها عن تمرد الحوثي باليمن... إنها الطائفية يا صديقي. أخيراً، أقدم هذه النصيحة المجانية في هذا الزمن المادي لزعماء الشيعة في البحرين حسن مشيمع وعلي سلمان، تصريحات الإيرانيين وتأييد حزب الله تعتبر تهمة، وجعلتكم في موقف مشبوه وطنياً، والخطوة الذكية الآن هي فك الارتباط الطائفي والعودة إلى حضن الوطن. نايف المعدي - الرياض [email protected]