أضاع حكم لقاء الاتحاد والهلال في جدة ركلة جزاء للفريق الاتحادي في أواخر الشوط الثاني من عمر المباراة، وأهدر حكم مباراة الرد للفريقين في الرياض ركلة جزاء صريحة للهلال في الدقائق الأخيرة وكأن المشهد الذي حضر في جدة تكرر في الرياض كربونياً، وكأن الحكام الأجانب يوجهون رسالة للوسط الرياضي السعودي مفادها أن أخطاء الحكام جزء من اللعبة سواء جلبت حكماً أجنبياً أو أسندت المهمة لطاقم تحكيم محلي. لقاء القطبين الهلال والاتحاد حفظ للدوري السعودي ماء الوجه حتى وإن بدت الأمور الفنية من الطرفين أقل من المتوقع في ظل الهبوط الحاد للمنافسات المحلية هذا الموسم، وحتى إن بدت المدرجات خاوية على عروشها ونحن نقدم دورينا عبر أكبر ناديين محليين، حفظ ماء الوجه أتى من الاتحاد الذي رفض انتهاء منافسات الدوري بالصورة التي يريدها أنصار نادي الهلال وأبقوا على النسبة التي تجعل الهلال يكرس جهوده لتجاوز الجولات الثلاث المقبلة بنفس الروح التي ظهر بها الفريق أمام الغرافة والربع ساعة الأخيرة من لقاء الاتحاد. بالعمليات الحسابية كانت فرص الفريقين متساوية، فقد أضاع هجوم كل فريق فرصاً عدة قابلة للتسجيل، وتصدى العتيبي ومبروك زايد لفرص حقيقية عدة، وبالعمليات الحسابية لا يزال دون تحقيق الهلال لقب الدوري السعودي"خرط القتاد"، وبالمعادلات الفنية المبنية على المستويات التي شاهدناها، فالهلال في طريقه لتحقيق بطولة الدوري ولن يقف في طريقه أحد مع كامل الاحترام للمنافسين، فالهلال أفضل السيئين هذا الموسم، وهو الأقرب لتحقيق كل الألقاب المحلية ما لم تلعب المدورة لعبتها وتدير ظهرها وتتشدق بلسانها للهلال في المنعطفات الحاسمة. الاتحاد سيحجز الوصافة لأن التعادلات المتتالية قصمت ظهر الفريق ووضعته في خانة السالب أمام الهلال الذي مضى نحو اللقب من الجولة الأولى بالرتم نفسه والهمة نفسها، وسيركز الاتحاد على البطولة المحلية المتبقية له محلياً والبطولة الآسيوية التي يجد نفسه فيها متمكناً من حظوظه ومتصدراً مجموعته وقادراً على انتزاع البطاقة الأولى لهذه المجموعة التي تؤهله لخوض ثمن النهائي للبطولة على أرضه وبين جماهيره. القطبان قدما لنا لوحة مواطنة جميلة وقدم نجوم الفريقين مستوى في حدود الواقع الكروي الذي تعيشه المنتخبات السعودية، وقد تكون هذه المباراة أفضل لقاءات الموسم وأقلها خروجاً عن النص. [email protected]