غابت لغة الانتصارات عن الفرق السعودية الأربعة المشاركة في دوري أبطال آسيا لكرة القدم مع نهاية الجولة الثالثة، ولم تحقق فيها سوى نقطتين فقط من أصل 12 نقطة ممكنة في مواجهة 4 فرق خليجية. ورغم تراجع النتائج، التي كشفت واقع الفرق السعودية، التي لم تحقق سوى 3 انتصارات في 12 مباراة خاضتها حتى الآن، فإن حظوظها تبدو وافرة لبلوغ الدور الثاني، خصوصاً إذا نجحت في ترتيب أوراقها، وصححت أخطاءها خلال فترة التوقف الحالية. الاتحاد الذي كان يتوقع محبوه أن يمارس هوايته المفضلة في البطولة، التي سبق له التتويج بلقبها في مناسبتين عامي 2004 و2005 فشل في تحقيق أي فوز حتى الآن، ولم يجمع سوى نقطتين من أصل 9 نقاط وضعته في المركز الأخير في المجموعة الأولى. فبعد تعادله في أول مباراتين أمام لوكوموتيف الأوزبكي ذهاباً وإياباً بنتيجة هدف لمثله، توقع الجميع أن يحقق الفريق فوزاً سهلاً على النصر الإماراتي لا سيما أن المباراة تقام على أرضه، وأمام جماهيره فضلاً عن قلة خبرة ضيفه في البطولة، إلا أنه صدم محبيه بمستواه المتواضع، الذي قاده إلى خسارة لم تكن منتظرة، صعَّبت من مهمته في التأهل، الذي لن يكون مستحيلاً فيما لو نجح المدرب ولاعبوه في التعامل مع المباريات المقبلة بمنطقية وبروح قتالية. وعقب الخسارة المخيبة للآمال، صبت الجماهير الاتحادية جام غضبها على المدرب الروماني فيكتور بيتوركا، وبعض اللاعبين الذين كانوا غائبين عن أجواء المباراة، وطالبت الإدارة بالجلوس مع المدرب لتصحيح الوضع، ومحاسبة اللاعبين المقصرين. واعترف بيتوركا عقب المباراة، أن فريقه قدم مستوى سيئاً، مقدماً اعتذاره إلى الجماهير بعد أن أصبح التأهل صعباً. أفلت النصر من الخسارة الأولى في البطولة، ولحق بضيفه لخويا القطري في الرمق الأخير عندما أدرك التعادل من نقطة الجزاء في الدقيقة قبل الأخيرة، ليرفع رصيده إلى 5 نقاط محتلاً صدارة المجموعة الثانية بفارق الأهداف عن ذوب آهان الإيراني. ومع أن النصر يعاني محلياً من عدة مشكلات وضعته في المركز التاسع في الدوري، إلا أنه ظهر بصورة مغايرة في البطولة الآسيوية، وكان قريباً من الظفر بالنقاط الثلاث في مباراته الأخيرة لولا تسرع مهاجميه الذين أضاعوا جملة من الفرص خلال الشوط الثاني. وأبدت جماهير النصر سعادتها بعودة روح الفريق رغم تحفظها على طريقة المدرب الإسباني راؤول كانيدا، الذي لعب بمهاجم واحد، فضلاً عن امتعاضها من تغييراته. وقال كانيدا: إن فريقه كان سيئاً في بداية المباراة، التي كان خلالها الحضور الذهني غائباً، ولكن الفريق عاد بقوة، خصوصاً في الشوط الثاني، وكان قريباً من الفوز لولا براعة حارس لخويا، مؤكداً أن نتيجة التعادل تعتبر عادلة، والتمسك بالصدارة يعد أمراً إيجابياً، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المباريات المتبقية ستكون مفصلية كونها ستحدد المتأهلين عن المجموعة. من جانبه، أرجع الأمير فيصل بن تركي، رئيس نادي النصر تعادل فريقه أمام ضيفه لخويا القطري إلى التحكيم الذي ساهم في التعادل في نهاية المباراة، وقال: «لم يقدم فريقي مستوى جيداً في الشوط الأول، ولكن الروح عادت إليه في الثاني، وتحسن الأداء، وكان قريباً من الفوز بالنقاط الثلاث لولا الحكم الذي حرم فريقي من 3 ركلات جزاء بخلاف التي احتسبها فضلاً عن احتسابه تسللاً غير صحيح». وأضاف: «نحن نشجع الحكام العرب، ونتمنى أن يكونوا من أفضل حكام القارة، لكن حكم اللقاء كان سيئاً، ومع أننا كنا نتمنى الظفر بالنقاط الثلاث إلا أن الفريق مازال متربعاً على صدارة المجموعة، ونأمل في مواصلة النتائج الجيدة في المباريات المقبلة». وأكد رئيس النصر، أن تركيزهم سيكون منصباً على دوري أبطال آسيا، وكأس الملك، وقال في هذا الجانب: «في الموسم الماضي كان تركيزنا على الدوري فخرجنا من الآسيوية، وحققناه، ولكن في هذا الموسم، وبما أن الفريق ابتعد عن المنافسة على الدوري، فإن التركيز سيكون منصباً على دوري أبطال آسيا، وكأس الملك». وأشاد بقرار الاتحاد الآسيوي بشأن نقل مباريات الأندية السعودية مع الإيرانية إلى أرض محايدة. رفض الهلال اعتلاء صدارة المجموعة الثالثة بعد أن فرط في فوز سهل على ضيفه الجزيرة الإماراتي مكتفياً بتعادل أشبه بالخسارة عطفاً على سير المباراة، وعدد الفرص المهدرة، التي تفنن الهجوم الهلالي في إضاعتها على مدار الشوطين قبل أن يتلقى مرماه هدفاً قاتلاً في الثواني الأخيرة، ليبقى وصيفاً في مجموعته برصيد 5 نقاط. وسبق للفريق أن أضاع نقطتين ثمينتين في الوقت القاتل في مباراته الأولى أمام باختاكور الأوزبكي نتيجة ارتكاب اللاعبين بعض الأخطاء إلى جانب انعدام التركيز في الدقائق الأخيرة. وحمَّلت الجماهير الهلالية، التي حضرت المباراة بكثافة، المدرب اليوناني دونيس، مسؤولية ضياع الفوز وصدارة المجموعة، مشيرة إلى أن تغييراته لم تكن موفقة، وطريقته لم تكن مناسبة، هذا في الوقت الذي أبدى فيه دونيس «أسفه على نتيجة المباراة». مؤكداً «أن الأهداف التي تلج مرمى الفريق دائماً ما تكون من أخطاء فردية، أو في أوقات قاتلة، يصعُب التعويض خلالها، والعودة إلى المقدمة من جديد». تلقى الأهلي خسارته الثانية على التوالي في المجموعة الرابعة، وكانت هذه المرة من العين الإماراتي بطل النسخة الأولى عام 2003، ليضع نفسه في موقف محرج لاسيما أنه فتح المجال أمام منافسيه العين، وناساف كارشي الأوزبكي لمنافسته على البطاقة الثانية بعد أن ابتعد الجيش القطري في الصدارة، ووضع قدمه الأولى في الدور الثاني ب 9 نقاط، وبفارق 6 نقاط عن أقرب منافسيه. وكان في إمكان الأهلي تفادي هذا الموقف الصعب لو لعب بعناصره الأساسية في المباراة الثانية أمام ناساف، ولكن المدرب السويسري كريستيان جروس فضل إراحتهم من أجل مباريات الدوري قبل أن يتلقى الخسارة الثانية أمام العين الذي عاد إلى المنافسة عبر الباب الكبير. وقلل الأهلاويون من وقع الخسارة أمام العين، وأبدوا ثقة في فريقهم ونجومه، وقدرته على العودة في الجولات المقبلة، خصوصاً أنه يقدم مستويات جيدة في البطولة رغم تركيزه الملحوظ على بطولة الدوري المحلي التي باتت هدفاً رئيسياً له في هذا الموسم.