الوطن والشعب يومهما يوم عيد بعودتك يا ابن موحدها وبانيها... الحمد لله على عودتك سالما معافىً وهنيئاً للمملكة بعودة عاهلها الملك عبدالله... الوطن بمن فيه يا أبا متعب يردد قول الشاعر: مرحباً حييت يا نور الجزيرة عد ما هلت مزون وأمطرنا فرحتنا بعودتك يا ملكنا تجعلنا نتذكر مرارة غيابك بعيداً من شعبك وأرضك، ونحن نعرف ونحس بمرارتها عليك، فمن لغيرك يا أبا متعب تدمع العين وأنت تودع الشعب وتعتذر عن عدم وقوفك للتحية والسلام؟ ومن لغيرك تذرف العين صافيها وأنت تقول"أنتم بخير فأنا بخير"؟ ومن على غيرك يا والد الشعب السعودي يضيق البال وأنت خارج بلادك للعلاج وندري أن قلبك معنا وعيونك علينا؟ نعلم يا ملكنا آلام ظهرك القوية التي لم تُنسك هموم أبنائك وبناتك وإخوانك، وربعك وديرتك وكل العرب... بعدك يا أبا متعب ضاقت علينا بلادنا الواسعة، على رغم مساحتها الشاسعة، لأنك تحبها وتحب أهلها فاعتز بك الشعب وأحبك عبر مسيرتك الطويلة. بلادنا يا ملكنا هي الأرض والسماء والهواء، وهي الإنسان... وكلها تدعو لك بالصحة والعافية وتقول يا مرحباً يا وسهلاً يا هلا يا أعز غالي... نغليك والله يا ملكنا لأنك بأخلاقك وشهامتك إنسان أعلى من أي ملك، تبادلنا الوفاء، تحبنا وتغلينا وتوصي علينا كل مسؤول، سواء كنت بعيداً وراء البحار أو قريباً ومعنا في الرياض... إحساسنا يا أبا متعب يقول إن ما فيه شيء يكدر خاطرك أكثر من أن يصيب أحدنا مكروه أو ضيم من أي أحد أو ينقصه شيء وأنت لا تدري عنه... صحيح أنك ملك ولكنك تختلف عن كل الزعماء والملوك، وميزتك عن غيرك أن همك الأول والأخير هو شعبك وأمنه ورفاهيته وسلامته من كل سوء وخطر... هل تدري لماذا نحبك ونفتخر بك؟ لأنك أبونا العادل، ولأنك تتحدث إلينا بصدق وبتواضع، ولأنك دائماً قريب من مشاعرنا وهمومنا. بعد ما سافرت عنا يا ملكنا كان ليلنا بعدك طويلاً، ونهارنا شمسه حجبها الغبار، وكلما بدا القمر قلنا يا متعب يا خالد يا مشعل يا تركي يا منصور ويا بدر، وش أخبار أبونا عبدالله، وكيف هي أحواله؟ قالوا لنا الملك طيب وبصحة من فضل ربي، ويقول ترى إذا أنتم ما تشوفونه فهو يشوفكم في داخله لأنكم في قلبه وفي عيونه، وهذا هو فقط علاجه وجرعة دوائه، اطمئنوا الملك وقت الجراحة كل شيء فيه نام إلا قلبه ينبض بذكر الله، ثم بحبكم صغيركم وكبيركم... إلا أن ما حصل في جدة من فيضان السيول، وإهمال المهملين، وغياب الضمير، أتعبت نفس الملك وكدر خاطره، وما جاه نوم وخفنا عليه وما قدرنا نحط عيوننا بعيونه، وحسينا إن بخاطره أشياء كثيرة. فرحنا والله يا ملكنا وابتهجنا بعودتك وبشوفتك وأنت شامخ وبصحة وسلامة، أزال عنا التعب والنكد وتنغيص أحداث العرب... كل الوطن مشتاق لك يا أغلى ملك... كل الشعب يثق فيك ويعرف قوة اهتمامك وصدق توجيهاتك لخدمته وحفظ أمنه وتطوير الوطن والمواطن... والله نعرف هذا الشيء يا أبا متعب وكلنا ثقة أنك ستقود سفينتنا مستعيناً بالله في هذه الظروف الصعبة، والأخطار المدلهمة، بحكمة عبدالعزيز وحزم عبدالله، وتعبر بإذن الله هذه الأمواج العاتية المخيفة ثم ترسي بها في ميناء آمن جديد، وساحل نظيف، نقي بعيداً من كل عدو وكل فاسد ومتهاون ومتخاذل ومستذكي لا يعرف قيمة الوطن ولا يقدر تعب الأجداد في توحيده. أما اليوم فعودة أبي متعب لها نشوة فرح واغتباط وشكر لله سبحانه، وهذه الفرحة تذكرنا بحربية العرضة الشهيرة صباح فتح الرياض للشاعر الحوطي الذي عاش بالمزاحمية ومنها: دار ياللي سعدها تو ما جاها عقب ما هي ذليلة جالها هيبه جو هل الدين والتوحيد وحماها واذهب الله هل الباطل واصاحيبه قام عبدالعزيز وشاد مبناها شيخنا اللي بحكم الشرع يمشي به يوم حنت ورنت سمع شكواها وصلها قبل تاصلها مناديبه عقب ما هي عجوز جدد اصباها زينها للعرب قامت تماري به يوم شفته بعيني طاب ممساها طير حوران شاقتني مضاريبه اللهم طول عمر الملك عبدالله على طاعتك، ومتعه بالصحة والعافية والقوة، واحفظ الشعب السعودي في حماك. عبدالله غانم العابسي صحيفة"طريب"الالكترونية [email protected]