تقدّمت قوات المجلس الوطني الانتقالي بعد ظهر أمس إلى آخر حيين يتحصن فيهما من تبقى من فلول مؤيدي العقيد معمر القذافي في مدينة سرت، مسقط رأسه. ولوحظ أن المقاومة التي كانت تبديها قوات القذافي على مدى الأسابيع الماضية قد تداعت كلياً، وصار الثوار يتقدمون نحو مواقعهم الجديدة حتى من دون مقاومة. وسيطر ثوار المجلس الوطني الانتقالي في الساعات الماضية على الساحة الخضراء وسط سرت ودخلوا أجزاء من حي الدولار الذي يحوي فيلات فاخرة كان يسكنها رجالات النظام المنهار. كما كانوا يتقدمون في الحي الرقم 2 الذين يتحصن فيه مؤيدو القذافي. ويُعتقد أن الثوار يتقدمون عمداً ببطء نحو آخر معاقل القذافي في سرت لأنهم مطمئنون إلى أن لا مجال أمام مقاتلي النظام السابق للفرار، إذ أنهم محاصرون من الشرق والغرب والجنوب، أما من الشمال فأمامهم البحر المتوسط المغلق بدوره في وجههم من قوات الناتو والثوار. ومن المتوقع أن يكون الجيبان الأخيران للقذافي في سرت قد سقطا ليل أمس أو بحلول صباح اليوم، كما يقول مقاتلون من المجلس الانتقالي. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن زبير البكوش القيادي في قوات المجلس الانتقالي أن عدداً من قادة النظام محاصرون في سرت وبينهم أبو بكر يونس جابر أحد رفاق القذافي ومسؤول جبهة سرت، وأحمد ابراهيم وزير التربية السابق، والمعتصم القذافي، نجل العقيد المخلوع. وزار رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل سرت أول من أمس وتفقد جبهات القتال بما في ذلك مركز واغادوغو للمؤتمرات.