أوضح السفير الهندي تلميذ أحمد أن روابط الهند مع المملكة"تعود إلى بداية القرن الماضي، حين كان الملك عبدالعزيز يصنع للمملكة صورة حديثة. وحينها كتب جواهر لال نهرو إلى ابنته أنديرا عن البطل العظيم ذلك الوقت، فقد رآه رافضاً السيطرة البريطانية. ومن ذلك الوقت وزعماء الهند وعلماؤها رحبوا بتوحيد المملكة وقيادتها للحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة. ولم يتوقف الأمر على ذلك، فالبلدان تقارب بعضها من بعض بعد استقلال الهند في عام 1947. قام الملك سعود بزيارة الهند في عام 1955 وفي مقابل ذلك قام رئيس الوزراء الهندي السيد جواهر لا نهرو بزيارة المملكة في عام 1956. وقد زار الملك فيصل الهند في عام 1959 حين كان ولياً للعهد وتلاها زيارة رئيسة الوزراء الهندية السيدة أنديرا غاندي في عام 1982 والتي تم استضافتها من الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله حين كان ولياً للعهد حينذاك"، إلا أنه أشار إلى غياب تبادل الزيارات على المستوى الرسمي، طيلة 20 عاماً زيارات متبادلة، إلا أن الروابط الاقتصادية بقيت مزدهرة، ورحبت المملكة بالهنود للعمل في ميادين تطورها، و تمت بعد ذلك الزيارة التاريخية بين البلدين في عام 2006 حين زار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الهند. وتم التوقيع على"إعلان دلهي"التي ألزمت البلدين بقيام نوع من الشراكة الاستراتيجية. و قام رئيس الوزراء الهندي السيد مان موهان سنغ بزيارة مماثلة في شباط فبراير الماضي. وخلال هذه الزيارة تم التوقيع على"إعلان الرياض"بين الزعيمين الذي تحدث عن عهد جديد للشراكة الاستراتيجية وتعهد البلدين للتعاون المتطور في الميادين الأمنية، الدفاعية، الاقتصادية والثقافية. يدل إعلان الرياض على التحول النوعي فيما يتعلق بصلة القرابة فيما بين المملكة العربية السعودية والهند". ولفت إلى أن الهند"وطن لجميع الأديان الرئيسية تقريباً. وأنه بموجب الدستور الهندي أن كل جالية مذهبية لديها حرية تامة في ممارسة عقيدتها. وأنه من الجلي، أن كل مجموعات دينية لديها تاريخ طويل من التفاعل القريب بعضهم مع بعض عبر قرون بعيدة، وأصبحت ثقافة مركبة ومتعددة تطورت في بلادنا فحين تمارس مجموعة ما مظاهرها الدينية في حياتهم العامة، فإننا نجد هناك دلائل كثيرة على نوع من التشابه والاقتباس من المجموعات الثقافية والدينية الأخرى. ومن أمثلة تبادل الثقافة الغني فيما بين الجاليات المختلقة هو"الغزل"على الرغم أنه باللغة الأردية التي تتكلم بها من المسلمين القاطنين في الهند الشمالية. فإن الغزل شهير في جميع أنحاء الهند والناس من جميع الجاليات يشاركون في حفلة المشاعر بعدد كبير". وقال إن البحارة العربية"تجولت عبر المحيط الهندي رابطة الهند والصين وآسيا الشرق والشمالية بالمراكز الأوربية في اليونان وإيطاليا. وبالساحل الغربي للهند، وقد تم الإشارة لها ب"الملبار"الذي برز كمركز رئيسي للملاحة العربية وفي الوقت نفسه قد جاءت الجالية العربية للاستيطان بهذه المنطقة. و قبل هذا الظهور عرفت الجالية الهندية رجال العرب منذ ما يزيد 3 آلاف سنة. وبعد الرسالة الكريمة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم التي تم استلامها من رجال العرب، فقد جاؤوا بها إلى الهند بصورة عاجلة وقد دخل عدد من الهند الجنوبية في الإسلام. وهناك أقدم المساجد في الهند، كائن في الجزء الشمالي من ولاية كيرالا، والذي تم بناؤه في 629 . بسبب هذا التفاعل الكبير عبر ما يزيد على ألف سنة، هناك تأثير متبادل هائل على الحياة الثقافية الهند والجاليات الخليجية. ومما يذكر، أنه قبل 40 سنة كانت الهند تلبي احتياجات العرب مواد غذائية المنسوجات والمجوهرات والمشغولات الذهبية، التي كانت مطلوبة من الخليج.