وصف سعوديون عائدون من القاهرة، مساء أول من أمس، وضع أبناء جلدتهم بالسيئ والفوضوي، إذ اتهموا مسؤولي السفارة بالتقصير في سرعة إنهاء معاناتهم في مصر، وترحيلهم إلى المملكة. وقال طارق الغريب ل"الحياة":"تركت خلفي في مصر، آلاف المواطنين ينتظرون صعود الطائرة للعودة، منهم من فقد جواز سفره وأمواله، وينتظر معظمهم من يساعدهم في العودة إلى المملكة"، متهماً موظفي سفارة خادم الحرمين الشريفين في مصر، الذين كلفوا بالعمل في مطار القاهرة لإنهاء عودة المواطنين إلى بلادهم بالتفريق بين السعوديين. وأضاف أن الفوضى طغت على طابور الانتظار، كون الواسطة لها دور في تقديم شخص عن آخر، لافتاً إلى أن جوازات عائلته فقدها عقب تسليمها لموظفي السفارة، لكنها وجدها مرمية في صالة المطار. وذكر عبدالله العتيبي ل"الحياة"، أن الأحداث المصرية أجلت مشروع تخرجه من الأكاديمية البحرية في مصر،"إذ ذهبت إلى الفندق المعد لاستقبال الرعايا الذي يعج بعدد كبير من المواطنين، ويفتقد التنظيم من العاملين في السفارة". وأكد سعيد القحطاني أن ما شاهده في مطار القاهرة يعتبر مأساة، من خلال عدم تجاوب السفارة والخطوط السعودية معهم بشكل مرض. وأضاف:"وصل عدد السعوديين في مطار القاهرة إلى نحو 9 آلاف شخص، من بينهم كبار سن ونساء وأطفال، معظمهم افترش الأرض". وقال محسن المطيري:"سمعت طلقات نار بجوار سكني في مصر، وشاهدت بعيني حوادث سلب ونهب وتخريب للمحال التجارية، واتصلت بالسفارة السعودية في مصر، لكن أرقامها مشغولة أو لا يوجد أحد يرد عليها"، لافتاً إلى أنه استأجر سيارة نقل لتوصيله إلى المطار، وانتظر لمدة أربع ساعات حتى تم ترحيله إلى الرياض. ولفت أحمد الشهري إلى أن أصدقاءه كانوا يشاهدون السبت الماضي اشتباكات دموية تدور رحاها أسفل البناية باستخدام الأسلحة والسكاكين، وكان المنظر مريباً ومرعباً للغاية، مشيراً إلى أنهم اتصلوا بالسفارة السعودية بعد أحداث الجمعة الصاخبة، ونصحتهم بعدم خروجهم من المنزل، والتوجه إلى فندق ماريوت بالقرب من المطار. وأضاف أن عدداً من السعوديين في البناية اجتمعوا معهم في الشقة حتى يكونوا إلى جوار بعضهم، ونقلوا بواسطة حافلات للمطار. ووصف أحمد منصور وزوجته أمل محسن اللذان يقيمان في مدينة نصر لغرض الدراسة الوضع بالمخيف، كون الأحداث تدور رحاها في شارع مواز للبناية التي يسكنانها. ووصفا تعامل مسؤولي السفارة السعودية معهما بالتفرقة، من خلال إنهاء وإركاب أسر الديبلوماسيين، وعدم الاهتمام بغير ذلك، مطالبين بضوابط أكثر سهولة في حالات إجلاء المواطنين في مثل هذه الأحداث. وذكرا أن عائلات رحل بعض أفرادها إلى الرياض، والآخرون إلى جدة، إضافة إلى عدم وصول حقائب مسافرين.