تواجه السفارة السعودية في مصر هذه الأيام حملة انتقاد واسعة فجرتها الأحداث في مصر، إذ انطلقت على أثرها جهود الإجلاء السريع للمواطنين عن البلاد، وبما أنني كنت أحد هؤلاء المواطنين الذين أقلتهم طائرات الإجلاء السريع، فسأسمح لنفسي برواية المشهد الذي عاينته في فندق الماريوت، مكان التجمع والانتظار وتسجيل الجوازات، على مستوى التنظيم وعلى مستوى الأجواء العامة. عندما ركبنا الباصات المخصصة لنقلنا إلى فندق الماريوت تمهيدا لنقلنا إلى المطار، كانت أعدادنا كبيرة، وعندما وصلنا إلى الفندق كانت الجموع الموجودة فيه أكبر، وكلهم توزعوا ما بين الساحة الخارجية وبهو الاستقبال وقاعات الفندق وصالة المطعم والكافيتيريا والكافيه، وكان عدد مسؤولي السفارة السعودية قليلا جدا إلى جانب هذه الأعداد من العائلات والأسر والدارسين السعوديين، وكان الضغط كبيرا من ناحية هلع بعض الأهالي وتعجلهم في مسألة إنهاء إجراءات التسجيل ورغبة الجميع في الصعود على أول طائرة، ومن ناحية عدم القدرة على التنظيم الجيد بسبب التحاشد والتزاحم الشديد على موظف التسجيل دون نظام. وخلال عدة أيام من استقبال العائلات والباصات في الفندق، ومع تعطل الكثير من الرحلات في مطار القاهرة بسبب الازدحام الشديد في جداول الرحلات، بسبب حالة الإجلاء العامة لكل الجاليات الأجنبية والعربية، بالتزامن مع مضاعفة أعداد الطائرات الخاصة بالإجلاء لبعض البلدان، الأمر الذي سبب انزعاجا لكثير من الأسر والمواطنين وبعث على تذمر الكثير منهم بسبب طول الانتظار في طوابير العفش وبطاقات صعود الطائرة. أقول إن الجهود التي بذلتها السفارة السعودية مشكورة وكبيرة جدا، خلال فترة وجيزة وأعداد كبيرة من السعوديين، ويجب علينا تقدير هذه الظروف العصيبة وعدم تحميل البشر ما لا يطيقون في ظل قلة العدد وكبر المسؤولية، بالطريقة التي ظهرت من خلال محاسبة موظف على انفعاله بسبب التزاحم الشديد والضغط الهائل عليه وتحميله مسؤولية تعطيل مهمة عودة المواطنين! فشكرا للسفارة السعودية، وشكرا أيضا للمواطنين الذين تطوعوا للمساعدة في التنظيم والإشراف لتسهيل هذه المهمة الشاقة للسفارة.