هدْهدَتْ في الركن من نافذتي فاختةٌ نوحُها اغتالَ شعاعَ الشمسِ والأفياءِ رجعُ صوتِها تعفّر بالشرقِ .. اقتاتَ بحّة الأصداءِ ٌكل ماحولها زمهريرٌ رغم اندياح بردِ الشتاءِ قلت ياجارة الجرحِ عمتِ صباحاً أما آن للخافق الغضِّ بين جناحيكِ الرهيفينِ أن يتخفف من حملهِ ومثقِلِ الأعباءِ؟ اسكبي الشدوَ لليمامِ المُضامِ أضنتهُ ريحٌ تهب من الغربِ كلّ مساءِ هُنّ في التبريحِ مثلي ومثلكِ لكنْ .. عن مستنزِفِ الريحِ بَُوحُهنّ يشيحُ بللّي حلقكِ الذي جرَّحهُ النوحُ من ماءِ عيني وإن شئتِ من مُصَفّى دمائي َآآآه يافاختة الحزنِ أما آن للأنينِ في فؤادكِ الغضِ أن يستريحا ردت الفاختة .. في حرقةٍ شَرِقتْ بالدمع تُردُّ ضيمَ هُرائي ُكيف أستريح أيها المعتوهُ وعشّيَ الآن أضحى ضريحا كيف أشدو والقوم من حوليَ قد ادمنوا نعيقَ الغربانِ واستأنسوا منظرَ الأشلاءِ كيف أشدو لهم وجرحُ جبيني لم يُطهّرْ من أظافر الغاصبينِ أصبح الغصنُ في أيكتي حدّ نصلٍ أمضى من الحُسام وشفرةِ السكينِ كيف أشدو والأهل أضحوا شَتاتاً ما بين مُبغِضٍ وبين مُشينِ إستَعِض عن كِندةٍ بأرضِ كنَدا واستَعِض عن حِطّينَ بالأرجنتينِ لن تَجدْ في قومك اليوم سَندا قمْ .. وودع هريرةَ ثم ارتحِلْ مع الراحلينِ كيف ترضى بالمُقام في أرض فلسطين وقد استباحوها الغربان أحالوا ترابها التبرَ فلَسَاً و حَفنةَ طينِ آآآه يافلسطينَ ياشظية نارٍ من الروح يامُضغةً من قاع عيني جدة - أكتوبر 2011