بدأت مدارس ابن خلدون العام الدراسي الجاري، بعقد مركزها للتدريب أسبوعاً تثقيفياً للمعلمين، حاضر أعضاء في مجلس إدارة الشركة ومجموعة أخرى من المدربين المتخصصين، لبث ثقافة التدريب وروح المشاركة الفاعلة بين الإدارة والمعلمين. وتراوحت أعداد الحضور في كل جلسة علمية بين 130 ? 170 معلماً في قاعة ابن خلدون الكبرى، على مدى ثلاثة أيام، ناقشت موضوع: فلسفة مشروع المعلم المربي"برنامج بأيدٍ أمينة"، والثقافة التنظيمية لشركة ابن خلدون"الولاء والانتماء"، ومبادئ في القياس والتقويم، في حين قدم الدكتور عبدالعزيز الثنيان محاضرة بعنوان: علّم بالقلم". وكان الدكتور عبد العزيز الثنيان أكد في محاضرته أن المدارس تسير بخطى ثابتة لترسيخ المبادئ الضرورية في التربية والتعليم ومنها الالتزام بالوقت وحث المعلمين على الحرص على أوقاتهم وأوقات الطلبة من أول يوم دراسي، إذ إنه لا بد للمعلم أن يبدأ التدريس من أول يوم. وبعد ذلك ركز الثنيان على مجموعة من الوقفات المهمة والتي لا بد لجميع العاملين في مجال التعليم التنبه إليها حسب رأيه، ومنها: ما ذكره من المشاهد الجميلة في العام الماضي، وهي أن بعض المعلمين والمعلمات اهتموا بالقلم وركزوا عليه"فجاءت خطوط الطلاب والطالبات جميلة. وسيستمر جمال تلك الخطوط وسيذكر الطلاب والطالبات أساتذتهم الذين علّموهم ذلك الجمال بكل خير وثناء. وهنيئاً لمن تذكّره طلابه وأثنوا عليه. وتساءل الدكتور عبدالعزيز: عندما نرفع شعار بالقلم نتعلم فإن أول مهمة للمعلم أو المعلمة هي: كيفية الإمساك بالقلم؟ فهل يا ترى إمساك الطلاب للقلم صحيح؟ وأضاف: عندما نجعل القلم شعارنا فنحن نتبع المنهج الرباني"علّم بالقلم"، ولهذا يجب التنبه لهذا التوجيه الرباني فهل يا ترى أبناؤنا يستطيعون بالأقلام أن يكتبوا ويعبروا ويعرضوا أفكارهم ومعلوماتهم بكل يسر وسهولة أم أنهم يتلعثمون ويترددون، وإذا طلبت من الواحد منهم أن يكتب عن موضوع ما"توقف وما استطاع أن يكتب سطراً واحداً، وذاك أن وعاءه الفكري فقير من الكلمات والمعاني التي مرت عليه أثناء المحاضرات، فما قيدها وما استخدم القلم في صيدها، ومع الوقت ينسي كل شيء، وينتهي العام وتكون الحصيلة ضعيفة هزيلة". وختم الدكتور عبد العزيز الثنيان بقوله: اعلموا أيها الإخوة أن الآباء والأمهات وقد استودعونا هذه الأمانة لن يعذرونا في التقصير فأوفوا الكيل والميزان بالقسط، ولا تخسروا الميزان، وبعهد الله أوفوا، فتلك وصية ربكم وليكن أهم شعار لدينا في هذا العام: أننا أصحاب رسالة، ولسنا أصحاب وظائف يأخذون أجورهم في نهاية كل شهر". وعن برنامج"المعلم المربي"قدم المشرف العام على المدارس الدكتور عبدالله المعيلي فكرة عامة حول مشروع المعلم المربي ونية المدارس في تنفيذ مجموعة من البرامج التربوية التي تعود بالنفع على الطلبة والمعلمين والمدرسة ثم تحدث حول فلسفة البرنامج وأهدافه والآليات العامة في تطبيقه ونتائجه المتوقعة، وأهم المشكلات التي يمكن أن تواجه البرنامج. وقام بعد ذلك بفتح مجال للحوار والمناقشة مع المعلمين الذين تفاعلوا مع البرنامج بشكل مميز. بينما قدم المدرب حسام أبو رحمة فكرة حول هرم البرنامج وفكرة انطلاقته والآليات العملية التي سيقوم بها المعلمون أثناء تطبيق البرنامج. ثم بدأ المدرب بعرض مجموعة من الأنشطة التدريبية التي تفاعل المعلمون معها بشكل ملحوظ وأسقطوا خبراتهم وتجاربهم العملية داخل المدارس لإنجاح البرنامج. ثقافة تنظيمية واعية أما"الثقافة التنظيمية لشركة ابن خلدون: الولاء والانتماء"فكان عنوان المحاضرة التي قدمها الدكتور خالد العواد الذي افتتح الجلسة بأسلوب شد انتباه الجميع، واستطاع أن يكسب قلوبهم، إذ قسم جلسته بين الحديث العقلي المنطقي الهادئ الجذاب والحديث العاطفي اللطيف القريب من القلب وطرح مجموعة أفكار مبتكرة لبث الثقافة التنظيمية في مدارس ابن خلدون، تتمثل في عدد من المحاور مثل: المقصود بالثقافة المدرسية، وعناصر الثقافة التنظيمية. إلى جانب الثقافة التنظيمية في ابن خلدون كيف تحقق ثقافة سليمة ودافعة للإنتاج؟ وحول ما دور المعلم في صناعة الثقافة التنظيمية، ثم سمات ثقافة المدرسة الناجحة الغايات والأهداف من صناعة تلك الثقافة. مبادئ القياس والتقويم أما مسؤول القياس والتقويم في شركة ابن خلدون معتصم الوحيدي، فبدأ محاضرته بالتفريق بين المصطلحات العلمية في علم القياس والتقويم، ثم قام بعرض الخطوط العريضة من أفكار وخطوات عملية لخطة القياس والتقويم في العام المقبل. وفي ختام الجلسة قام الأستاذ معتصم بتوزيع استبانة على المعلمين لقياس القدرة العامة عندهم في بناء الاختبارات وكانت النتائج أن بلغ متوسط أداء المعلمين الذين يدرسون المادة العلمية 81.6 في المئة، والذين يدرسون المواد الإنسانية كان متوسط أدائهم 78 في المئة، فيما كان متوسط أداء معلمي الصفوف الأولى 83.4 في المئة. كما كشفت الاستبانة عن أن 80.1 في المئة من المعلمين الذين أجابوا عن الاستبانة يمتلكون مبادئ القياس والتقويم التربوي حسب وجهة نظرهم.