اعتبر المشرف على وحدة الموهبة والخبير في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين زيدان محمود، فوز طلاب في مدارس ابن خلدون في مسابقات دولية ومحلية، خلاصة جهد يبدأ بسياسة المدارس في استقطاب الطلاب، ورعاية برامج تهتم بالتعرف على أفضل القدرات والمواهب لدى الطلاب. ورأى أنّ تكليف المدارس لمنسوبيها بكشف المواهب كافة من رسم وشعر وخطابة إلى جانب المواهب العلمية، التي تنظم لها مسابقات دولية، منح الخبراء في المدارس مساحة هائلة للتحرك في ميدان العقول، وكشف المواهب. وفي ما يلي نص الحوار: ثروة وطنية * أنت الآن في مدارس بن خلدون، تقود وحدة "الموهبة" في مدارسها، لماذا تخصيص وحدة للموهبة؟ -تنظر مدارسنا للموهوبين على أنهم ثروة للوطن، وتعتبر اكتشافهم ورعايتهم واجب عليها لا ترفاً، لأن بهم تنهض الأمم وترتقي. قلة مواهب * يجري الحديث في العالم العربي عن قلة المواهب، فمن هو الموهوب علمياً؟ - تُعرف وزارة التعليم الطلبة الموهوبين بأنهم الطلبة الذين يوجد لديهم استعداد وقدرات غير عادية أو أداء يميزهم عن بقية أقرانهم في مجال أو أكثر من المجالات التي يقدرها المجتمع، وهناك تعريفات أخرى كثيرة للموهبة والموهوب في علم نفس الموهبة، ولكن في ابن خلدون تتم رعاية جميع مجالات الموهبة التي يقدرها المجتمع وخاصة في مجال التفوق العقلي والتفكير الابتكاري، والتحصيل العلمي والمهارات والقدرات الخاصة والقدرة القيادية والفنون الأدائية والبصرية. نبحث عن كل أشكال الموهبة * هل هنالك اختلاف حول معايير "الموهبة" بين الغرب والمجتمعات العربية؟ - المعايير الرئيسية للموهبة لا يختلف عليها أحد، ولكن الاختلاف يأتي من أي المجالات أكثر أحقية بالرعاية، وهذا تحدده طبيعة المجتمع، لذلك كانت التوجيهات لنا في وحدة رعاية الموهوبين من رئيس مجلس إدرة شركة ابن خلدون التعليمية الدكتور عبدالعزيز الثنيان، بالاهتمام بجميع مجالات الموهبة وعدم حصرها في مجالات دون غيرها. زيدان محمود اكتشاف الموهوبين * يعتبر "الموهوب" كنزاً، ولكن كيف يتم الوصول إليه، وهل لابن خلدون آلية في ذلك مثلاً؟ - نعم، كلامك صحيح، الموهوب يعتبر ثروة وطنية، ومن هذا المنطلق نقوم في ابن خلدون بتطوير أدوات خاصة بنا للكشف عن الموهوبين بالإضافة إلى المشروع الوطني للتعرف عن الموهوبين، مستخدمين الأدوات الرسمية ومنها: اختبارات الذكاء والإبداع والتحصيل والاستعداد والشخصية، والأدوات غير الرسمية ومنها: الإنتاج الإبداعي وترشيحات المعلمين وأولياء الأمور والأقران وترشيح الطالب نفسه للموهبة التي يعتقد أنه يملكها. تعاون وشراكة * في السعودية مؤسسات معنية بتحسين الأداء في التعليم مثل "قياس، وتطوير، وموهبة"، ما طبيعة علاقتكم بها أنتم في ابن خلدون؟ - الموضوع يحتاج إلى إسهاب كبير لشرح الشراكة بيننا وبين هذه المؤسسات الرائدة في رعاية الموهوبين، ولكني سأحاول أن أوضح أهم المشروعات بيننا، تبدأ شراكتنا معهم من خلال المشروع الوطني للكشف عن الموهوبين، الذي تتبناه كل من وزارة التعليم وموهبة ومركز قياس، ويعتبر هو البوتقة الرئيسة لرعاية الموهوبين في المملكة، وبحمد الله نتائجنا دوما مميزة على مستوى منطقة الرياض، ومن مخرجات هذا المشروع تستقطب ابن خلدون أفضل (0.25%) من المواهب على نظام المنح بالشراكة مع مؤسسة موهبة وتقدم لهم الرعاية والاهتمام وتعطي لهم مناهج موهبة الإثرائية في العلوم والرياضيات واللغة الانجليزية والحاسب الآلي بما يعرف بِ(مبادرة الشراكة مع المدارس)، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فنظام تسريع التعليم كنا السباقين فيه ونتائجنا تشهد بذلك، لذلك أستطيع أن أقول لك إننا شركاء في جميع البرامج التي تقدمها المؤسسات الحكومية والوطنية لرعاية الموهوبين. إنجازات متكررة * هناك مسابقات محلية وأخرى دولية، حاولتم الحضور فيها، فما الحصيلة حتى الآن؟ - لنا حضور في جميع المسابقات العلمية والأدبية والدينية والرياضية على مستوى مكاتب إدارة تعليم الرياض وعلى مستوى المنطقة والمملكة وحتى على المستوى الدولي، وآخرها مشاركة الطالب "يزيد الجماز" من ثانوية النفل ممثلاً للمملكة العربية السعودية في معرض الابتكار والاختراع في دولة بلجيكا، في وفد ضم خمسة طلاب على مستوى المملكة وحصل على ميدالية ذهبية عن اختراعه الصندوق الأزرق، وأيضاً مشاركة الطالب "عبدالملك الغنيم" هذا العام ممثلاً للمملكة في أولمبياد الفيزياء الدولي (IPHO-46) بدولة الهند ضمن وفد ضم خمسة طلاب على مستوى المملكة، وحصل على شهادة تقدير وتميز، وللتوضيح فإن هذه الشهادة من منظمة الأولمبياد الدولي للفيزياء تؤمن له قبولاً ومنحاً في أعرق الجامعات العالمية، وتشرفت بأن وقع علي اختيار مؤسسة موهبة لأكون ضمن الوفد السعودي المرافق لهذه الأولمبياد، وهذا يعكس مدى الشراكة بين مدارسنا ومؤسسة موهبة، وهذا قليل من كثير مما يحققه طلابنا الموهوبون والمبدعون في المحافل الوطنية والدولية في جميع المجالات. سعت مدارس ابن خلدون لاكتشاف المواهب ودعمهم وتطويرهم مشروع نجاح * يجري الحديث عن اتجاه مؤسسات التعليم الأهلية إلى الربح فقط من دون الاهتمام ببناء شخصية الطالب واكتشاف مواهبه، على اعتبار ذلك مسؤولية الأسرة والدولة، أنتم في ابن خلدون، ما نهجكم؟ - أستطيع أن أختصر الإجابة بالشعار الذي نرفعه ونؤمن به ونعمل من اجله في ابن خلدون وهو (العلم نبني الشخصية)، وأضيف عليه مشروع (علّم بالقلم) الذي تتبناه مدارسنا، فنحن في ابن خلدون نؤمن بأن كل طالب هو مشروع نجاح بحد ذاته لأهله ووطنه، فما بالك بالموهبة ورعايتها الذي قال عنها المفكر "ستريبنجر": "الموهبة أغنى مصدر طبيعي يمكن لحضارة ما على وجه الأرض أن تملكه". التقنية تساعد على "الموهبة" * بحكم تجربتكم الموهوبون قلة أم أنّ برامج اكتشافهم هي التي تحتاج إلى تطوير؟ - سؤالك يحتاج إلى أن نحدد من الأساس عن أي موهوبين نتكلم، فإن كان الكلام عن الموهوبين في القدرات العقلية، والذين يوصفون باستعدادهم العالي للتعلم فهؤلاء نسبتهم لا تتجاوز (5%) من مجتمع الطلبة العادي، وبكل فخر فإنّ المملكة طورت اختبارات الذكاء لتناسب البيئة، من خلال المشروع الوطني للتعرف على الموهوبين، أما إن عممنا المفهوم لرعاية الموهوبين -كما نؤمن به في مدارس ابن خلدون- لجميع مجالات الحياة، فنحن نتكلم عن نسبة أكبر بكثير من مجتمع الطلبة، وهذا ما يميز مؤسستنا التعليمية بأنّها تطور أدوات واختبارات للكشف عن هؤلاء الموهوبين، ونحن في وحدة رعاية الموهوبين نفتح أبوابنا لجميع أبناء الوطن للاستفادة مما نقدم في المدارس، وأيضاً على استعداد لتقديم الاستشارات والدورات التدريبية للمدارس التي تطمح أن تنشئ برامج للموهوبين لديها. ونحن نولي التقنية اهتماماً كبيراً في نشر ثقافة الموهبة وعمليات الكشف والترشيح وحتى الرعاية حيث قمنا باستخدام برنامج "كلاسيرا التعليمي" عبر الشبكة العنكبوتية، وأضفنا لجميع طلاب وطالبات مدارسنا أيقونة تحت مسمى "مادة موهبة الإثرائية"، تحت إشرافي وإشراف منسقي ومنسقات موهبة بجميع أقسام المدارس، وهي أيقونة نقدم فيها جميع خدماتنا للطلبة والأسر من بطاقات ترشيح وبرامج متخصصة واختبارات ونشرات تعريفية وتثقيفية، وكان لهذه الفكرة أثر كبير في العام الماضي في اكتشاف كثير من الطلبة من خلال تفاعلهم مع "كلاسيرا"، كما تم ربط المعلمين والمعلمات المتفاعلين مع برنامج رعاية الموهوبين ضمن برنامج "كلاسيرا"، حيث توكل اليهم مهام الكشف ورعاية طلاب وطالبات مدارسنا للوصول إلى برنامج متكامل.