"حلاة العيد شوفتكم، حلاته نلتقي معكم، عساكم من العايدين، وأسعد الناس بأعياده"، بهذه العبارات أعدت مجموعة من الفتيات بطاقات العيد الورقية المزدوجة لتهنئة الأقارب والأحبة من جهة، ودعوتهم إلى تبادل الزيارات خصوصاًش أول أيام العيد من جهة أخرى. وقالت عبير الفالح 18عاماً:"على رغم أن والدتي تتكفل بالاتصال على جميع أقاربنا هاتفياً وتهنئهم بالعيد، وتدعوهم لقضاء أول أيامه في استراحة كبير العائلة والدي كل سنة، إلا أنني اقترحت عليها أن تكون التهنئة والدعوة لهذا العيد غير، ما دفعها إلى تشجيعي ومساعدتي في اختيار أنسب العبارات وطباعتها على بطاقات مزينة، نالت استحسان الحضور الذين عزم بعض بناتهم على تكرار الفكرة في عيد الأضحى المقبل". وذكرت أم ريان أن ابنها ذا الأعوام السبعة كتب مهنئاً بالعيد بخط متعرج وسطر مائل وحروف متباعدة:"ماما وبابا أحبكما كثيراً"، وأنه صنع بطاقة المعايدة من إحدى أوراق دفاتره المدرسية التي قص أطرافها ولوّنها وألصق عليها صورة قلب أحمر. وقالت:"فرحت بكلماته وبراءة تعبيره وإصراره على صنع بطاقة بنفسه لا تقدر بكنوز الدنيا، اذ عمدت إلى الاحتفاظ بها داخل صندوق خاص للذكرى، بينما اختارت أخته الوسطى عبارة باقة أزهار وورود وسلة بخور وعود والعيد عليكم يعود لمعايدة بقية أفراد أسرتها". وقال مساعد 15عاماً:"لم يسلم الأصدقاء من مقالبي حتى في العيد، إذ وزعت عليهم بطاقات تهنئة خادعة تفاجئ من يهم بفتحها بصوت المفرقعات والأعيرة النارية، وطبعت صورة كل واحد منهم عندما كان في سنواته الأولى، ودوّنت تحتها عبارة مطلوب للمعايدة". من جهته، يقول أبو ناصر:"لكون والدتي أمية لا تدرك القراءة، ولأن البطاقة لن تعطيها حقها في المعايدة، اخترت لها طريقة خاصة بأن أخذت في تقبيل يديها وجبينها لعله يكون أكثر براً، وعلى رغم ابتعاثي للدراسة في أحد البلدان الأجنبية والمسافة الشاسعة بيني وبين أسرتي، إلا أنني أصررت على قضاء أول أيام العيد بين أحضان والدتي، وعدم الاكتفاء بالمعايدة الشفهية". إلى ذلك، تتنوع بطاقات المعايدة ما بين ورقية وفلاشية وثالثة متحركة يتنافس الكثير من الناس على اختيار الأنسب والأجمل منها، وتضمينها العبارات الأكثر حداثة وتأثيراً لإرسالها إلى أعز وأغلى الأحباب. وأشار إبراهيم السحيمي أحد مصممي المواقع الإلكترونية إلى ان البطاقات الفلاشية والكرتونية المتحركة أكثر عملية من نظيرتها الورقية وأكثر طلباً في هذه الآونة، بل ان الكثير من المنتديات تتنافس في تصميم وعرض بطاقات تهنئة غريبة ومميزة تحمل مئات العبارات المستحدثة لهذا العام، موضحاً أن الكثير من الشبان يفضّلون تحميل بطاقات تهنئة متحركة وأخرى فلاشية وإرسالها عبر الجوال، في حين يكتفي آخرون بإرسالها لأصحابهم عن طريق البريد الالكتروني. أما مصممة بطاقات التهنئة اليدوية نهى حسن فقالت:"إن تبادل معظم الناس الكثير من البطاقات الالكترونية لا يعني اندثار نظيرتها الورقية خصوصاً لدى الأطفال، إذ يكفي كمية البطاقات الهائلة والأشكال المتباينة التي تطلبها مني العديد من الأمهات خلال مواسم العيد ومناسبات النجاح". من جانبها، أوضحت الاختصاصية النفسية مها العتيبي أن بطاقات التهنئة المزينة بعبارات جميلة من شأنها غرس معنى التواصل والتعاون والمودة بين الناس، فهي بمثابة اللمسة الحانية على نفوس الآخرين والدواء السحري لامتصاص البغضاء بين القلوب،"كما أنها تضفي مظهراً إسلامياً راقياً يعمد إلى تقوية العلاقات بين الناس"، مشيرة إلى أن كل كلمة يطلقها الإنسان لا بد أن تترك أثراً في دماغ المتلقي، وهذا الأثر لا يزول بمرور الأيام، بل يبقى أياً كانت الكلمة طيبة أم خبيثة.