من المؤسف أن تصرفات بعض المسؤولين في الإدارات الحكومية تُفسر بعدم الاهتمام بالمواطنين ومصالحهم وقضاء أمورهم ومعاملاتهم في المصالح الحكومية، أو أن هناك أموراً أخرى تدور في أذهانهم من أجل إعطاء فرص لضعفاء النفوس لاستغلال المواطنين، وهذا شيء مرفوض، لأننا في مجتمع إسلامي ولن تسمح به حكومتنا الرشيدة. ما جعلني أكتب في هذا الموضوع هو أنني ذهبت يوم السبت"29 - 7 - 1431ه"لإدارة الاحوال المدنية بجدة لاستخراج بطاقة بدل فاقد لابني، وقد التزمت بالروتين وبأنظمه الأحوال، ولكن، مع الأسف، طلب المسؤول عن هذا الأمر منا شاهدين فكنت أحدهما، إذ إن البطاقة المفقودة تخص ابني، فرفض نائب المدير العام شهادتي، على رغم أنني الأقرب في معرفة فقدان البطاقة، ذهبت حينها لخارج مبنى الأحوال المدنية كئيباً وحزيناً على تصرفات بعض المسؤولين. وبينما أنا واقف بهذا المنظر وهذا الشكل استوقفني أحد كتّاب المعاريض الموجودين بالقرب من مبنى الإدارة، وقال الموضوع بسيط جداً ولا تزعج نفسك، ادفع 50 ريالاً فقط للشخص الذي احضره لك وسوف ينتهي موضوع ابنك. إنني أتساءل: هل هذا الإجراء سليم؟! أعتقد أنه غير سليم، وإنما يفتح مجالات نحن في غنى عنها، فكيف اسمح لنفسي أن أحضر شاهداً من الشارع ليشهد مع ابني؟ وهذا يؤكد أن إدارة الأحوال تسمح بمثل هذه الأمور أن تدخل ساحاتنا السعودية بكل يسر وسهولة، على رغم انها دخيلة علينا من بعض الدول، وأرى ان القضاء على هذه الظاهرة أصبحت من الضرورة الملحة، إذ إن هذه الظاهرة الغريبة لا تزال في بدايتها. ومن هنا أهمس في أذن المسؤولين عن هذه الأمور عليكم بالرجوع للأنظمة واللوائح والتعليمات بشكلها النظامي لكي لا نقع فريسة للآخرين، كما أننا ننظر في الأول والأخير لتسهيل الإجراءات للمواطنين من دون صعوبة. يحيى أبوطالب - جدة [email protected]