إن الغرب يصدرون في مواقفهم عن يقين ثابت أنهم يمثلون العلم في هذا العصر، وإن المسلمين يمثلون الجهل والرجعية والتخلف"والمسلمون في حالهم الذليل يوافقونهم". وإذا كان هذا ظاهر الحال، فإنه لا يمثل كل الحقيقة، فعلوم الكيمياء، والكهرباء، والذرة والالكترونيات التي سبقنا فيها الغرب ليست كل العلوم، وإنما هي علوم الظاهر من أمور الدينا، وقد قال عنهم"جل وعلا"ساخراً بهم مهوناً من شأنهم ويعلمون ظاهراً من الحياة الدينا وهم عن الآخرة هم غافلون،"الآية 7- الروم". فعملهم الظاهر لا يساوي شيئاً في العلم العظيم المكنون عند الله، والمسلم الحق الذي عنده علم الآخرة وعنده العلم بالله وهو اشرف العلوم فالله هو اشرف معلوم على وجه الاطلاق، هذا المسلم قد جهل مقداره ونسي شرف العلم الذي انفرد به، هذا المسلم أقبل عليه الذل من كل جانب لأنه غفل عن الدرجة الرفيعة التي خصه الله بها بصفته الداعي الى الله على بصيرة، وبصفته الحامل لأشرف العلوم"العلم بالله". وهل كان شرف محمد عليه الصلاة والسلام وسيادته على كل البشر الا في هذه الدعوة على بصيرة، وهذا العلم الرفيع، فما كان محمد عالماً في الكيمياء ولا عالماً في الذرة والالكترونيات، ولا خبيراً في الصواريخ وإنما كان يعلم من الله ما لا يعلم كل هؤلاء. لا يصح ان ينبهر المسلم بعلوم الظاهر ولا ان ينسحق قلبه امامها، فهي علوم سهلة يمكنه ان يحصلها ويتفوق فيها من دون عناء، والمسلمون الذين طلبوا تلك العلوم حازوها وتفوقوا فيها بلا مشقة وهم أساتذة كبار في أميركا وأوروبا ولهم مكانتهم. ولكن العلم بالله هو ذروة كل العلوم وأشقها وأبعدها منالاً. وهو علم شريف عظيم لا يبوح بأسراره إلا لأهله وخاصته، والمسلم الضعيف الذليل في هذا العصر هو المسلم الجاهل لشأنه الغافل عن رسالته، ولو فطن الى العلم المودع في قلبه لرفع رأسه عالياً ولاختلفت حالته، وشتان بين عالم بالحيوان وعالم برب الحيوان هذا علم مهم، وذلك علم أهم، هذا علم دوني، وذلك علم سيادي. وما أقل العلماء في امة المسلمين فلا هم حصلّوا علوم الظاهر ولا هم حصلّوا علوم الباطن إلا ما ندر، وهذا الذي ندر هو العزيز المنتظر الذي سيرفع به الله الغمة وينصر الامة ،ويصحح الميزان في آخر الزمان. منال أحمد الحسبان [email protected]