وضع عدد من معلمات الميدان السعوديات أخيراً، الكرة في ملعب وزارة التربية والتعليم، مؤكدين أن هناك عدداً من المشكلات التي تعيق تحقيق أهدافهن التعليمية، لم تلتفت إليها الوزارة، ولم تعمل على حلها، ومشددين على أنها تؤخر كثيراً من استفادتهن من البرامج المقدمة لطالباتهن، وتضعف من قدراتهن التعليمية، مطالبين منها ضرورة الالتفات لقضاياهن، والاهتمام بحل مشكلاتهن التربوية. وأشارت المعلمة في تعليم جدة هند القحطاني إلى أن قضايا سد حاجة المدارس من المعلمات من أبرز ماتعانيه معلمة الميدان، وقالت ل"الحياة":"هذه المشكلة تسهم بشكل كبير في زيادة عمليات الانتداب، والتي تتسبب في تشتيت ذهن وفكر المعلمة، وسد حاجة معلمات الميدان سيعمل بلاشك على التقليل من عمليات الانتداب المرهقة فكرياً وعملياً لهن". وشددت على أن قضية الكثافة الطلابية داخل الفصول تعد من القضايا المزمنة التي تحبط المعلمات، كونها لا تساعد على متابعة غالبية الطالبات بشكل جيد، وتعمل على ظهور مشكلات تربوية أخرى للطالبات داخل الفصول، مايجعل أمر تقليل الكثافة الطلابية داخل الفصول ضرورة ملحة حتى تتم المتابعة لهن بصورة مناسبة. بدورها، وافقت معلمة اللغة العربية مها ضاحي سابقتها حول مشكلات معلمات الميدان، وقالت ل"الحياة":"لو عددنا مشكلات التعليم خصوصاً معلمات الميدان لاحتجنا إلى مجلدات لحصرها، ولكني أعتقد أن أهم مشكلة يجب على الوزارة العمل على حلها فوراً، مشكلة قلة الأجهزة"التقنية"المعينة للعملية التعليمية وعدم توافرها، والتي باتت تشكل هاجساً كبيراً لغالبية معلمات الميدان". وأضافت"هناك مشكلات الضغظ على كاهل المعلمة بزيادة أعباء البرامج والمعارف والأنشطة اللاصفية والتي تجعل المعلمة مشتتة الذهن، وغير قادرة على أداء رسالتها على أكمل وجه"، لافتةً إلى أن المعلمة تعد ركناً أساسياً في العملية التعليمية لايمكن الاستغناء عنه، فمن هنا وجب على القائمين على التربية التعليم تذليل الصعوبات والعقبات كافة في سبيل توافر البيئة التعليمية المناسبة لهن. من جانبها، وضعت المعلمة سامية الشهري عدداً من الحلول والمقترحات لمشكلة الميدان التربوي والتي باتت تؤرق هاجس المعلمات، وقالت"من الحلول التي يمكن أن تحل هذه المشكلات، إيجاد موظفات أمن ينبن عن المعلمة في المناوبة اليومية، وطبيبة تنوب عن المرشدة الصحية، إضافةً إلى استحداث مادة علمية تقدم للطالبات وسائل الأمن والسلامة، وكيفية التعامل مع الأزمات بأنواعها المختلفة". وأضافت"درس تعديل زمن الحصص وعددها خلال اليوم الدراسي بما يتوافق مع تطور المناهج، من الحلول الممكنة التي ستساعد على الإقلال من الضغط اليومي عن المعلمة، إضافةً إلى إعطاء أبناء وبنات العاملين والعاملات في قطاع التعليم فرصةً قبول فوري في الجامعات أسوة بأبناء وبنات منسوبي الجامعات". في المقابل، أكدت إدارة تعليم البنات بمحافظة جدة أن الإدارة سجلت المشكلات المتعلقة بمعلمات الميدان، وتم حصرها، ورشحت عدداً من المعلمات للقاء وزير التربية والتعليم للاستماع إلى رؤاهن ومقترحاتهن، والإجابة عن استفساراتهن وتلمس همومهن وآمالهن. ولفتت في بيان لها إلى أن إدارة شؤون المعلمات في تعليم جدة عقدت لقاءً تحضيرياً للمعلمات المرشحات لحضور اللقاء الوزاري لتوضيح هدف المشاركة بالقضايا والمقترحات التي ستطرح من طريقه، مؤكدةً أن المعلمة هي محور عملية التعليم ولها من المكانة والتقدير ما يجعلها صاحبة رسالة، وأن أي مؤسسة لا تنتج إلا بمشاركة وتعاون جميع أفرادها، والمؤسسة التربوية أولى ما يكون بذلك. وقالت"إن الإدارة وضعت عدداً من البرامج تهدف إلى إبراز أهمية استقرار المعلمة في الميدان، وتحفيز المعلمات، ابتداءً من حملة"رحماء بينهم"والتي استهدفت المعلمات المتضررات من جراء السيول ومعرفة حاجاتهن وتقديم المساعدة الممكنة لهن، وإنشاء قسم لاستقبال المعلمات والمراجعات وإنهاء إجراءاتهن". وأضافت"من البرامج المهمة أيضاً برنامج"رعاية معلمة"والذي يتلمس الحاجات الإنسانية في الميدان، ويسعى لمعالجة الصعوبات التي تدفع المعلمات لطلب النقل من المدرسة، والذي يستهدف المدارس الطاردة وهي التي يزيد عدد طلبات النقل فيها على 50 في المئة من منسوباتها".