كم كانت سعادتنا حينما تم اختيار رجل الأعمال صالح كامل رئيساً لمجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، وحصوله على ثقة جميع أعضاء مجلس الإدارة المنتخبين والمعينين، لاسيما أن هذا الاختيار سيصب في المصلحة العامة بعد فترة مد وجذب عاشتها الغرفة خلال السنوات القليلة الماضية، وبالتالي جاء اختياره من أجل العمل على رقي الغرفة وجعلها رمزاً من رموز جدة، إن توقعاتنا جميعاً، أن تشهد غرفة جدة في الفترة المقبلة نقلة نوعية ستصب في خدمة مدينة التجارة والاقتصاد، بل كما أعلن صالح بأن مجلس إدارة الغرفة الجديد سيعمل على ترسيخ مكانة الغرفة على الصعيدين الداخلي والخارجي، وما زاد من تفاؤلنا أن المرأة"سيدة الأعمال"بدأت تأخذ دورها الطبيعي الذي كفلته لها دولتنا، فكان اختيار الدكتورة لمى السليمان نائباً للرئيس، يمثل سابقة جديدة تضاف إلى الأولويات التي تتميز بها غرفة جدة. أنا لا أنتقص من دور ومستوى بقية الغرف التجارية بالمملكة ولا من جهود رؤساء الغرفة التجارية الصناعية التجارية بجدة السابقين، لكن هناك جهوداً تُبذل من مجلس إدارة غرفة جدة الجديد ستنعكس بلا شك على مجريات الدورة العاشرة لمنتدى جدة الاقتصادي التي ستنطلق قريباً، خصوصاً أن هناك شخصيات اقتصادية معروفة ستسهم في ضخ أفكار جديدة لتحقيق أهدافها ومنهم رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن صقر وغيره من خبراء المال والأعمال. إن الدور الجديد الذي ستقوم به الغرفة هو تطوير جدة والحفاظ على مكانتها السابقة كمركز اقتصادي وسياحي مميز، كذلك تطوير مقدرة المرأة السعودية، خصوصاً سيدات الأعمال، والأخذ بيد شباب الأعمال وتشجيعهم حتى تستمر دورة عجلة الاقتصاد ويأخذ شباب الأعمال مواقعهم لإحداث نقلة ونجاحات كبيرة ستشهدها غرفة جدة مستقبلاً، وستنعكس على المدينة إيجاباً. لكن هذا الجهد المبذول لتطوير الغرفة لم يرقَ للبعض فبدأوا بتسريب أنباءً مغلوطة إلى بعض وسائل الإعلام هدفها عرقلة مسيرة الغرفة في ظل مجلس إدارتها الجديد،مثل هذه الأساليب ستسهم في تقويض كل جهد مبذول وتعمل على إعاقته ولا تخدم الهدف الذي يسعى إليه الجميع لخدمة هذا البلد المعطاء وعروس البحر الأحمر. الشفافية تعني أن توجه الأقلام إلى كل ما هو هادف لخدمة الوطن والبذل والعطاء، لذلك فإننا نتطلع من مجلس إدارة غرفة جدة الجديد أن يسعى لتفعيل دور المركز الإعلامي بالغرفة التجارية الصناعية بجدة، بحيث يتم اختيار ناطق إعلامي رسمي مخول بتزويد وسائل الإعلام كافة بالأخبار والتقارير الخاصة بنشاطات الغرفة، مع توجيه كل وسائل الإعلام بعدم التعامل أو التفاعل مع أي جهة أخرى غير الناطق الإعلامي الرسمي للغرفة، وعلى وسائل الإعلام ألا تلتفت إلى ما تبثه بعض المواقع الإلكترونية التي هدفها الإساءة للغير وتصفية الحسابات. أخيراً، آمل من مجلس إدارة الغرفة الجديد، خصوصاً صالح كامل، العمل على توفير مركز تدريب خاص من أجل خدمة سيدات الأعمال وشباب الأعمال، وذلك من أجل تطوير قدرات شباب الأعمال وتمكينهم من أخذ مواقعهم في ساحة المال والاقتصاد من أجل بناء جيل قادر على مواصلة مسيرة التقدم والعطاء، وكذلك الاهتمام بتدريب وتطوير قدرة سيدات الأعمال، والعمل على تطوير مركز خديجة بنت خويلد التابع للغرفة ونقله من موقعه الحالي ليكون ملحقاً بغرفة جدة، وتطبيق مناهج جديدة من خلال المركز تتماشى مع التطور الذي يشهده عالمنا اليوم في مجال المال والأعمال. كما آمل وغيري أن تتم إعادة هيكلة الغرفة مرة أخرى، خصوصاً في ما يتعلق بالكوادر البشرية حتى لا تصبح ملجأً لمن لا يستفاد منهم أو تتحول إلى"شللية"، وآمل أن يتم خصخصة بعض مرافق الغرفة التي أصبحت مطلباً أساسياً، ولابد من إعادة النظر في"مجلة التجارة"والعمل على تطويرها حتى تصبح المجلة الاقتصادية الأولى على نطاق المملكة، وكذلك تطوير موقع الغرفة على شبكة"الإنترنت"، بحيث يعكس كل الأنشطة الاقتصادية والتجارية بجدة وترجمتها بلغات عدة حتى يتعرف عليها الغير، كما ينبغي النظر في شعار الغرفة الحالي والذي أصبح مستهلكاً! ماهر عبدالصمد بندقجي - جدة [email protected]