يحرص ولاة أمرنا في كل مناسبة على الدعوة إلى تفعيل دور الشباب وضخ دماء شابة إلى ساحات ومناحي الحياة المختلفة، وهي دعوات توجت بدعوة أمير منطقة مكةالمكرمة أميرنا المحبوب خالد الفيصل بالدعوة إلى إتاحة الفرصة للشباب بالمشاركة في جهود التنمية. لا أقول هذا انتقاصاً من دور كبار السن، فهم على العين والرأس بما بذلوه، إذ هم قدوتنا وأحباؤنا، ولا ننسى أبداً الدور الذي قاموا به، ولكن هذا لا يعني سيطرتهم على كل شيء، بحيث نشاهدهم في أكثر من مكان وموقع، وما ينجم عن ذلك من حجب دور الدماء الشابة عن المشاركة والعطاء. إن عجلة الحياة لن تتوقف، وهي مستمرة في دورانها وعطائها، وتتطلب بدورها المواكبة، والشباب هم الدينامو المحرك لعجلة الحياة ومواكبتها، لأن دورهم أساسي لمواكبة الحياة. أقول هذا بمناسبة ما نشهده في انتخابات الغرف التجارية الصناعية، والمجالس البلدية، ومجالس الأحياء من سيطرة كبار السن عليها، وبالتالي يحجب ذلك الشباب من المشاركة في هذه المجالس، بحجة أنهم يفتقرون للخبرة والدراية. وأجيب على من يشكك في دور الشباب بأنهم يفتقرون إلى الخبرة والدراسة والمعرفة، بأن هذا غير صحيح، فهناك اليوم شباب مثقف وذوو خبرة وإطلاع جيدين، يمكنهم التعامل مع معطيات الحياة بكل جدارة، وفي الوقت نفسه لا أطالب بمنع كبار السن من المشاركة في هذه المجالس، بل أطالب بإتاحة الفرصة للدماء الشابة تدريجياً بالدخول والمنافسة في الانتخابات، وتطعيم الغرف التجارية الصناعية بعنصر الشباب ليمتزج بالخبرة، وكذلك مجالس الأحياء والبلديات، بشباب مثقفين جنباً إلى جنب مع كبار السن، وهذا سيسهم في عملية الاحتكاك بين الطرفين واكتساب الخبرة، وبالتالي سيصب ذلك في مصلحة الهدف. إن المتطلع إلى مجريات انتخابات الغرف التجارية الصناعية يلاحظ بوضوح تام حصر الدور بالمشاركة في هذه الانتخابات لكبار السن، بحيث يدور الأمر في فلك واحد وضمن إطار ضيق، إذ باتت الأسماء المشاركة والفائزة معروفة، ومع احترامي لهذه الأسماء وعدم التشكيك فيها، إذ إن معظمها أسهم إسهاماً جيداً، ولكن قد لا يكون هناك أفكار جديدة لدى هؤلاء، ومن هنا وجب تطعيم انتخابات الغرف التجارية الصناعية بأسماء شابة جديدة، ستسهم في ضخ أفكار جديدة تحيي آمال منسوبي الغرف التجارية الصناعية. وفي يقيني لو تم ذلك وتم ضخ دماء شابة في انتخابات الغرف التجارية الصناعية، والمجالس البلدية، ومجالس الأحياء، فإن ذلك سَيُعد نقلة نوعية في مجريات التطور، وستكون المنافسة على أشدها بين الجديد والقديم... القديم بخبراته، والجديد بأفكاره، ونتيجة هذا التلاقح في الأفكار ستحدث المعجزات، وستصب في مصلحة العمل والتطور، وستحقق دعوة قادتنا الأكارم لإحداث هذه النقلة. إن ما نشهده اليوم من خلال انتخابات الغرف التجارية الصناعية هو مخالفة صريحة لدعوة قادتنا بمشاركة الشباب في تلك الانتخابات، وبالتالي نلاحظ بأن كثيراً ممن حالفهم الحظ بالفوز في الانتخابات ليس لديهم ما يعطونه ويصبحون عبئاً على تلك الغرف، ما جعل الغرف التجارية الصناعية"مكانك سر"! إنني أدعو اليوم، من خلال هذا المنبر الإعلامي، الغرف التجارية الصناعية لإتاحة الفرصة للشباب للمشاركة في انتخاباتها، وهذا سيسهم بشكل كبير في تفعيل دور الغرف التجارية الصناعية لمواكبة المستجدات والتطورات في المجالات كافة، وحتى يكون دورها أكثر فاعلية لخدمة المجتمع. ماهر بن عبدالصمد بندقجي - جدة [email protected]