خرج المشاركون في ملتقى التجارب الناجحة للأمانات الذي استضافته أمانة العاصمة المقدسة أمس ب"خفي حنين"، بعد أن غُيّبت التوصيات. إذ هنأ حضور الملتقى الذي استمر زهاء ثماني ساعات ب"وجبة دسمة"بعد أن شنفوا أسماعهم ب"تفاخر"القائمين على الأمانات في السعودية، كل بحسب تجربته، من دون أن تحدد آلية لتناقل الخبرات والاستفادة منها، بل إن المناقشات الجادة التي عُرِّج خلالها إلى جوانب حيوية عدة وئدت في مهدها، و"كُمّمت"أفواه المتحادثين تحت ذريعة"شح الوقت". وفيما طالب أمين منطقة جازان عبدالله القرني بضرورة استفادة"الأمانات الصغيرة"من تجارب نظيراتها"الكبيرة"، معرباً عن أمله في تفعيل التعاون بين الأمانات. وقال ل"الحياة":"لازلنا ننتظر صدور التوصيات، إذ سأعود إلى جازان الليلة البارحة، لأنتظر ما تقرره أمانة العاصمة المقدسة التي أحسنت التنظيم والحفاوة بالمشاركين مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، علّ التوصيات تصدر، وترسل إلينا لنستفيد منها"، كشف وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية يوسف بن صالح السيف تنسيقاً مع أمانة العاصمة المقدسة لإرسال التوصيات إلى مقام الوزارة، لاعتمادها قبل الإفصاح عنها. بدوره، كشف أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار ل"الحياة"إيعاز مهمة إصدار التوصيات إلى اللجنة المشكلة لتنظيم الملتقى. وقال:"لم أحضر الملتقى الثاني الذي صدرت عنه توصيات، وإن كان الملتقى الثالث لم يصدر توصيات، فإننا كلّفنا اللجنة التي تولت الترتيب للملتقى بإعداد جملة توصيات بناء على ما طرح من تجارب ثرية، وما حواه الملتقى من مناقشات مفيدة، وسترفع إلى الوزارة لاعتمادها وإرسالها قريباً". وزاد:"لا يهدف الملتقى إلى إصدار التوصيات، وإنما إلى عرض التجارب الناجحة للأمانات، خصوصاً أنه كان محدوداً في بدايته، إذ كان يعرض التجارب الناجحة للاستفادة منها في الأمانات الأخرى". وكانت الملتقى بدأ في الثامنة من صباح أمس الخميس بورشة عمل عنونت ب"عقود النظافة بين التجزئة والتجميع"شارك فيها وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية يوسف السيف قدم ورقة عمل أسهب فيها عن نوعية عقود الأداء وثمرات الموحدة والمجزأة منها وسلبيات كل منهما، وأمين منطقة حائل المهندس عبدالعزيز الطوب قسّم عقود النظافة إلى عقود نظافة ذاتية وعقود نظافة بنظام الكماليات وعقود نظافة بنظام الأداء، وشرح كلاً منها، ووكيل أمانة منطقة المدينةالمنورة للخدمات المهندس صالح القاضياستعرض تجربة"أمانة المدينة"مع العقود الموحدة التي بدأت تطبيقها منذ عام 1407ه، لافتاً إلى عدم تجربتها للعقود المجزأة سوى في مرة يتيمة طرح خلالها مشروع عقد نظافة المدينةالمنورة في عام 1423ه وكانت نتيجة فتح المظاريف لإجمالي الأربعة مشاريع المجزأة تزيد بنسبة 25% من إجمالي العقد الموحد وتم تقديم عروض بديلة والرجوع للعقد الموحد مرة ثانية، والمدير العام للنظافة في أمانة منطقة الرياض المهندس أحمد البسام شدد على أن خدمات النظافة في المدن الكبرى عملية علمية تطبيقية ذات أبعاد مختلفة، تأخذ في الاعتبار مختلف الظواهر المؤثرة على أداء هذه الخدمات. لافتاً إلى أن"أمانة الرياض"طوّرت عقود النظافة بما يتناسب مع التطور الذي تشهده العاصمة في المجالات كافة، إذ أعدت خطة لتطوير عقود النظافة المستقبلية ووضعت الدراسات التفصيلية لإعادة تقسيم العقود بشكل يضمن تقديم أفضل الخدمات للمواطن والمقيم، كما عرّج على أسس تقسيم العقود وفائدتها وسلبياتها. وحمت نقاشات الحضور بعد فراغ المقدمين من"قراءة"تجاربهم، إذ انتقد أمين منطقة القصيم المهندس أحمد بن صالح السلطان أوراق العمل المقدمة في الورشة، وقال ل"الحياة":"اعتدنا مناقشة آلية النظافة منذ 20 عاماً، وكم كنت أتمنى أن نتطرق الآن إلى مستوى الخدمة المقدمة بصرف النظر عن تلك الآليات".