على رغم أن عدد ساكني منطقة الحدود الشمالية لا يتعدى 400 ألف نسمة، وعدد طلابها لا يزيد على 70 ألف طالب وطالبة، إلا أن الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة لم تستطع توفير بيئة تعليمية نموذجية لهم بحسب عدد من أولياء أمور الطلاب، الذين باتوا يطلقون على مدارس مشهورة ألقاباً تعبّر عن مدى التكدس الذي تعاني منه مثل مدرستي الملك عبدالعزيز وابن باز اللتين تشتهران باسمي"الصين الشعبية"و"القاهرة". وأكد تركي العنزي أن الزحام الحاصل في مدارس المنطقة تسبب في عدم قدرة الطلاب على متابعة المعلمين، كما لم يعد بإمكان المعلم متابعة تحصيل الطلاب كافة في الفصل الواحد، لافتاً إلى أن الأهالي بدأوا يتخوفون من عدم قبول أبنائهم في المدارس التي بدأ بعضها يلجأ إلى وضع قائمة انتظار، ما يجعلهم يدفعون ضريبة حرص الإدارة على القضاء على المباني المستأجرة التي ينادون به منذ فترة طويلة تزيد على 15 عاماً، بينما لم تفتتح الإدارة أخيراً سوى مدرسة جابر بن حيان في حي الفيصلية، أما بقية المباني المستحدثة فهي حبر على ورق. وذكر رافع فريح الذي يعاني ابنه من مشكلة الزحام في مدرسته أن هذا الأمر أحد أهم أسباب فشل مخرجات التعليم، إذ إن الطالب يصل إلى المرحلة الثانوية وهو لا يجيد أبسط المهارات التربوية. وتابع:"باتت صعوبة توصيل أبنائنا إلى المدارس مشكلة بسيطة مقارنة بالمشكلات التي يعانون منها الآن جراء الزحام الشديد وتكدس الطلاب في المدارس". ولفت فواز العنزي إلى أن الاستغناء عن المدارس المستأجرة يقلل فرص تسجيل الطلاب في التعليم، وبالتالي يزيد عدد الجهلة والأميين، مؤكداً أن أحياء مثل الفيصلية والعزيزية والصالحية في حاجة إلى مدارس للبنين أو حتى فصول إضافية. واتهم إدارة التربية والتعليم في المنطقة بأنها تريد أن تظهر بصورة الإدارة المثالية الحريصة على مصلحة أبناء المنطقة بقلة فتح المدارس وإلغاء المباني المستأجرة. من جهته، أوضح مصدر مطلع في إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشمالية، أن الإدارة تجري كل عام مسحاً لمعرفة الحاجة التي يتم تعزيزها بالمعلمين، أو بفتح المدارس. وأقرّ بوجود زحام في مدارس الأحياء القديمة مثل حي مشرف، لكنه برأ إدارة التربية والتعليم من التقصير، مؤكداً أنها أعلنت عن حاجتها إلى مبانٍ تصلح مدارس ولكن لم يتقدم أحد لتوفيرها. يذكر أن إدارة التربية والتعليم في منطقة الحدود الشمالية أصدرت بياناً مع بداية العام الدراسي، أكدت فيه أن أكثر من 70 ألف طالب وطالبة انتظموا في مدارسهم ووزعت لهم الكتب الدراسية بانسيابية كبيرة.