ذات يوم كنت متشوقة إلى زيارة جدتي والى حكيها عن الماضي، فذهبت للسلام عليها وزيارتها، وجلست أستمع لحديثها المشوق عن ذكريات الماضي وأخباره، فطار خيالي إلى وادٍ آخر، بدأت أعيد النظر في جسمها النحيل، وظهرها المتقوس، ووجهها المتجعد، وعدت بعدها إلى الماضي، إلى مرحلة الشباب والطفولة، لقد كانت فتاة تتقد بالحيوية والنشاط، كانت ممن يُضرب بها المثل الأعلى في الجمال والبهاء، فسألتها عن ماضيها، وشبابها، وماذا كانت تفعل في صغرها؟ أجابتني قائلة:"عندما كنا في سنك يا صغيرتي كانت ألعابنا تختلف عن ألعابكم، مثل لعبة"جّك الخشبة"، و"نقش ولاغوج"وغيرهما من الألعاب الممتعة، وكانت حياتنا في الماضي بسيطة ليست مثل وقتنا الحاضر، فالآن كل شيء غلا ثمنه، وارتفعت المباني، وازدادت الأسواق. فقلت:"نعم فحياتنا الآن في تطور والحمد لله، شكراً لك يا جدتي على طرحك، فما أروع الماضي وما أجمل ذكرياته".