أدخلت الولاياتالمتحدة المسافرين السعوديين في عداد المسافرين إلى الأراضي الأميركية من 14 دولة، بينها ثلاث دول تضعها واشنطن في لائحة رعاية الإرهاب، قالت انه يتعين تشديد الرقابة عليهم وتفتيشهم"بدنياً"قبل صعود الطائرة، وتمريرهم عبر جهاز مسح ضوئي يظهر كامل الجسم، في سياق إجراءات مشددة تأتي في أعقاب إحباط محاولة الراكب النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب في تفجير طائرة أميركية فوق ديترويت في يوم عيد الميلاد. وفيما أكدت وكالات أنباء وصحف بريطانية وأميركية أن الإجراءات الجديدة طبقت اعتباراً من اليوم في أرجاء العالم، خصوصاً أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، قالت صحف ومسؤولون في لندن واسبانيا وجنيف ان بلدانهم لم تطبق أي إجراء اضافي بحسب المعلن عنه أميركياً. وفي السعودية قالت مصادر في مطاري العاصمة وجدة إن الجهات المعنية لم تتلق حتى الآن تعميماً في شأن مضاعفة التدابير بالنسبة للمسافرين إلى أميركا. وأثارت التدابير الجديدة استياء نيجيريا التي شملت مواطنيها واعتبرتها"غير منصفة"، فيما أعرب مسافرون سعوديون عن شعور بالضيق مما اعتبروه استهدافاً لهم، على رغم تصريحات كبار المسؤولين الأميركيين عن ارتياحهم لإجراءات مكافحة الإرهاب وتمويل الإرهاب في البلاد. وفي لندن أعرب ناشطون عن مخاوف من أن تسفر الإجراءات المطلوبة أميركياً عن استهداف المسافرين على أساس"عرقي"و"ديني". وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا أنه تقرر اعتباراً من الاثنين يتعين تطبيق اجراءات تفنتيش مكثف يشمل اللمس الجسدي وتفتيش حقائب الأيدي وتمرير الراكب على جهاز مسح ضوئي جسدي Body Scanners في الرحلات المتجهة إلى أميركا. وأعلنوا أن الإجراءات تنطبق على وجه الخصوص على مسافري الدول الداعمة للإرهاب، وهي إيران وسورية وكوبا والسودان، ودول وصفت بأنها"ذات اهتمام خاص"، وهي: السعودية ونيجيرياوباكستان والجزائر وأفغانستان والعراق ولبنان وليبيا والصومال واليمن. بيد ان صحيفة"ديلي ميل"اللندنية وصفتها في عنوان بارز بأنها"الدول ذات الصلة بالإرهاب". واتصلت"الحياة"بسفارة الولاياتالمتحدة لدى الرياض فأبلغها نائب الضابط أندرو هارود بأن السعودية ليست واردة ضمن البلدان ال14 التي أعلنتها إدارة أمن النقل في واشنطن أمس. وقال مصدر في هيئة الطيران المدني في جدة ل"الحياة"إن الهيئة لم تتبلّغ أي إجراء جديد حتى الآن. وذكر مسؤولون أمنيون في مطاري جدةوالرياض أنهم لم يتلقوا تعميماً في هذا الشأن، مشددين على أن الإجراءات أصلاً مشددة في المطارات السعودية بسبب التحديات الأمنية التي تواجه البلاد منذ سنوات عدة. وأوردت وكالة"أسوشييتد برس"أن مسؤولين في مطارات لندن وفرانكفورت وباريس وأمستردام ومدريد أكدوا أمس عدم تطبيق أي إجراءات اضافية كالتي طلبتها واشنطن. وقالت سويسرا إنها تدرس الخطوات التي تحدثت عنها أميركا. وفي مدريد قال مسؤول أمني إن بلاده لم تستهدف المسافرين إلى أميركا لإخضاعهم لأجهزة المسح الضوئي الجسدي. وتمسكت ألمانيا وهولندا بأنهما أصلاً عززتا إجراءات التفتيش اثر حادثة النيجيري عبدالمطلب في 25 كانون الأول ديسمبر الماضي. وفي عمان قال مسؤول في مطار الملكة علياء الدولي في عمان أن التدابير الأمنية عززت منذ عيد الميلاد، وأن إجراءات اضافية تطبق بحق المتوجهين إلى أميركا. وأعلنت الخطوط الجوية الباكستانية أنها ضاعفت تدابيرها الأمنية على المسافرين إلى أميركا على رغم عدم وجود رحلات مباشرة بين باكستانوالولاياتالمتحدة. وفي لاغوس وصفت وزيرة الاعلام النيجيرية البروفيسورة دورا أكونييلي أن ما قام به المواطن عمر عبدالمطلب"عمل فرد واحد وليس من الإنصاف أن يتحمل وزره الشعب النيجيري بأسره". وأضافت - بحسب وكالة"رويترز"-"أن تصرف عبدالمطلب لا ينم عن سلوك نيجيريا. ليس منصفاً أن نعاقب 150 مليون نيجيري بسبب تصرف نيجيري وحيد". وقال الملحق الثقافي السعودي في واشنطن الدكتور محمد العيسى ل"الحياة"هاتفياً أمس إن الملحقية لم تتبلغ أي تعليمات جديدة. وأضاف ان الطلاب السعوديين هناك لم يتعرضوا لأي مضايقات بعد حادثة ديترويت، خصوصاً في المطارات. وفي لندن، وصفت جماعات تعنى بحقوق الانسان والأقليات الإجراءات الأمنية الأميركية بأنها ستسفر عن تصنيف المسافرين على أساس انتماءاتهم العرقية والدينية. ووصفت مديرة منظمة"ليبرتي"لحقوق الانسان شامي شاكرابارتي التدابير المذكورة بأنها"غير مسؤولة وتنم عن هزيمة الذات". وقال وزير النقل البريطاني لورد أدونيس إن تدابير أمنية جديدة ستطبق في مطارات بريطانيا من شأنها تغيير وجه السفر الجوي تغييراً تاماً. وذكر أن المسافرين سيخضعون لتفتيش بدني مرتين، قبل انهاء اجراءات الأمتعة وعند بوابة الصعود إلى الطائرة. وأضاف أن موظفي الأمن بالمطارات يجب أن يكونوا من الفطنة بحيث يستهدفون المسافرين"الأعلى خطراً". وقالت شاكرابارتي ان ذلك يعني الاستهداف على أساس عرقي وربما ديني أيضاً. ولاحظت"رويترز"أن معظم الدول ال14 المستهدفة بالتدقيق إسلامية. وأشارت إلى أن التشدد الأميركي لم يردع الانتقادات القاسية التي وجهها الجمهوريون لإدارة الرئيس باراك أوباما بسبب الفشل في إحباط مخطط عبدالمطلب ومنع سفره أساساً.