دائماً ما تؤثر الظروف في وقوع الحدث بقلوب الناس. لو أن فيلماً -مثلاً- دارت أحداثه حول فتاة سعودية تعمل في المنازل ك"مربية"أو"خادمة"، فغالباً ما ستثور ثائرة المجتمع، وسيتفنن النقاد في تعرية الفيلم من واقعيته، وربما يدخله بعضهم تحت تصنيف"أفلام الخيال". لكن في الحقيقة، الأمر واقع وحاصل، وتم الإعلان في بعض الصحف"مطلوب عاملات سعوديات للعمل في المنازل". ولم يلق غالبية المجتمع بالاً للأمر، وربما لم يعلم به السواد الأعظم منهم. رصدت"الحياة"آراء وردود فعل المواطنين والمواطنات في استفتاء أجرته على موقعها الإلكتروني، أوضح أن نصف المصوتين، وعددهم 1447، وقفوا ضد عمل المواطنة السعودية في المنازل بشكل قاطع. لكن المفاجأة لم تكن في"نصف الكأس المليء"، وإنما بالنصف الآخر على رغم انقسامه لأكثر من رأي. تباينت الخطوط الحمراء لدى المصوتين، إذ أيّد 16 في المئة منهم الأمر"بلا شروط"، بينما وافق 18 في المئة على عملها ضمن"ضوابط وشروط معينة"، فيما اعتبر 15 في المئة منهم عمل المرأة"خادمة"أمراً لا يعنيهم من قريب أو بعيد، فهو من وجهة نظرهم يخص"ذوي الحاجة". في المقابل، أطلقت آلاف الفتيات"صرخة إلكترونية"، عبر حملة بواسطة رسائل البريد الإلكتروني يردن من خلالها توصيل رسالة ترفض البطالة، مطالبين وزارة العمل بتوفير الوظائف بدلاً من ترويج فكرة"عمل المواطنة خادمة في المنازل"، مشددات على رفضهن القاطع للفكرة من أساسها. من جهتهن، رفضت ربات منازل تحدثن ل"الحياة"عمل السعوديات في منازلهن، لأسباب مختلفة، في حين وضعت أخريات شروطاً لاستخدامهن في منازلهن، وسط رفض ديني شكلي لنوعية العمل، وعدم اعتراض على الفكرة. وبين هذا وذاك، رفضت وزارة العمل التعليق على الأمر على لسان المتحدث باسم وزارة العمل مدير العلاقات العامة بها حطاب العنزي، الذي اعتبر أن الوزارة أبدت رأيها مراراً وتكراراً في"الفكرة".