يعد مشروع توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، درة الأعمال الجليلة التي اضطلعت بها الحكومة السعودية، في خدمة الإسلام والمسلمين وعقداً من اللآلئ التي ترصع التاريخ الإسلامي على مر العصور. وتبلغ المساحة الإجمالية لتوسعة الحرم المكي 76 ألف متر مربع، وتتكون من بدروم سفلى وآخر علوي ودور أرضى ودور أول، إضافة إلى السطح، كما تشمل 18 مدخلاً عادياً، إضافة إلى بوابة رئيسة أطلق عليها اسم"بوابة الملك فهد"، ومئذنتين مشابهتين للمآذن الموجودة سابقاً. وتضم التوسعة سلالم كهربائية متحركة لنقل المصلين إلى السطح والدور الأول في وقت الذروة والمواسم، خصوصاً كبار السن والعجزة، وكذلك تشتمل على ثلاث قباب تبلغ مساحتها 225 متراً مربعاً، وممرات للمصلين ليتمكنوا من الدخول والخروج من والى الحرم. وبهذه التوسعة، تصبح المساحة الإجمالية للحرم المكي الشريف 356 ألف متر مربع، بما في ذلك المساحات المحيطة به، والمخصصة للصلاة، وكذلك السطح بعد أن كانت قبل ذلك 152 ألف متر مربع، ليتسع ل 770 ألف مصل، بعد أن كانت طاقته الاستيعابية قبل ذلك في حدود 340 ألف مصل. وفي السادس من شهر محرم عام 1406ه، بدأ تنفيذ مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف. وتضمنت توسعة وعمارة المسجد النبوي الشريف إضافة مبنى جديد بجانب مبنى المسجد القائم، يحيط به متصلاً من الشمال والشرق والغرب، بمساحة قدرها 82 ألف متر مربع، تستوعب 150 ألف مصل، لتصبح المساحة الإجمالية للمسجد 98 ألفاً و500 متر مربع، نحو 180 ألف مصل، وبذلك أصبح المسجد النبوي الشريف بعد التوسعة يستوعب أكثر من 270 ألف مصل ضمن مساحة إجمالية معدة للصلاة تبلغ نحو 165 ألفاً و500 متر مربع. كما تضمنت أعمال التوسعة، إنشاء دور سفلى بمساحة الدور الأرضي للتوسعة لاستيعاب تجهيزات التكييف والتبريد والخدمات الأخرى، بمساحة 82 ألف متر مربع. كما اشتمل مشروع التوسعة على ساحات تحيط بالمسجد بلغت مساحتها نحو 235 ألف متر مربع، منها نحو 45 ألف متر مربع أرضيتها مكسوة بالغرانيت، وهى مخصصة للصلاة وتستوعب نحو 430 ألف مصل. وبهذا تصبح طاقة التوسعة الاستيعابية أكثر من 730 ألف مصل، وتصل إلى أكثر من مليون مصل في أوقات الذروة. وتعد عملية تلطيف هواء المسجد النبوي الشريف من اكبر الاعمال في العالم، حيث تمر مواسير التبريد عبر نفق الخدمات بطول سبعة كيلو مترات، لتصل ما بين المحطة المركزية للخدمات التي توجد بها اجهزة التبريد ومعدات ومولدات الكهرباء، ودور التسوية بالتوسعة . وتم تلطيف هواء المسجد القديم وفق اسس معمارية وهندسية، تحول دون إجراء أي تعديلات في المبنى القائم، والمحافظة على شكله، وذلك عن طريق دفع الهواء البارد من خلال فتحات النوافذ الموجودة في الجدار القبلي للمسجد . ولتحقيق ذلك، تم إنشاء محطة خدمات التكييف على موقع مساحته 70 ألف متر مربع، وذلك لتأمين تكييف هواء المسجد النبوي الشريف، وقد روعي ان يكون موقعها خارج منطقة الحرم، لإبعاد الضوضاء، ولسهولة إجراء عمليات الصيانة والتشغيل اللازمة في الموقع . وامتداداً لدور قادة هذه البلاد في خدمة الإسلام والمسلمين، صدر في الرابع عشر من شهر رجب 1426 ه، أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد لله بن عبد العزيز، حفظه الله، باستكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف، وبتكاليف إجمالية قدرها 4.7 بليون ريال.