ألقت الأزمة المالية العالمية بظلالها على سوق المجوهرات التي تشهد حالياً تبايناً في أسعارها ما بين الجديدة والمستعملة، إذ أنعشت الأزمة سوق المجوهرات المستعملة لانخفاض سعرها بنسبة كبيرة، وهو ما أدى إلى تراجع مبيعات المجوهرات الجديدة. وقدر مدير معرض عبداللطيف حفني للمجوهرات حمود صالح الارتفاع في مبيعات المجوهرات والساعات الثمينة المستعملة بنحو 40 في المئة، مشيراً إلى أنه يتم الكشف على المجوهرات المستعملة عن طريق مختبر متخصص لفحص المجوهرات. وقال صالح ل"الحياة":"المجوهرات المستعملة تنخفض أسعارها عند البيع، ويتم تحديد سعرها بحسب عمرها ومصنعيتها ومدى الربح منها، وتختلف نسبتها من تاجر إلى آخر، ويتم تحديدها على حسب القطعة، وأكثر من يقومون بشراء المجوهرات المستعملة هم من يرغبون في التغيير، وليس لحب اقتنائها، وتصل نسبة من يرغبون في التغيير إلى 60 في المئة". وأوضح صالح أن محال بيع المجوهرات المستعملة عادة ما تعلن عن تخفيضات لجذب زبائن جديدة، ولا يؤثر التخفيض في أية خسارة بل نعتبره مكسباً، ومعدل الزبائن على محال بيع وشراء المجوهرات المستعملة يبلغ ثمانية أشخاص في اليوم الواحد. من جهته، قال رئيس اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة في مجلس الغرف السعودية كريم العنزي ل"الحياة"إن حجم شراء المجوهرات الثمينة الجديدة انخفض في الفترة الأخيرة بنسبة 40 في المئة، وقابله في الوقت نفسه ارتفاع معدل شراء المستعمل، بسبب فارق السعر، إذ إن فرق سعر المستعمل عن الجديد يصل إلى 80 في المئة. وأضاف العنزي:"ان مؤسسة النقد العربي السعودي تضع نسبة معينة من رصيدها بالذهب، وزاد شراء أفراد المجتمع لجنيهات وسبائك الذهب بنسبة خمسة أو ستة أضعاف، فالرجال تشتريها للاستثمار والنساء للزينة". وأوضح العنزي أن ارتفاع وانخفاض سعر الذهب يرتبط بالوضع العالمي، فهو يرتفع عند إقبال دول كبرى مثل الصين والهند على شراء كميات كبيرة منه، وصناديق الاستثمار في هذه الدول تطلب ما هو موجود في الأسواق وتقوم بشرائه ومن ثم بيعه، كما أن الأزمة العالمية ساعدت في ارتفاعه على مستوى العالم، وزيادة سعر النفط يرفع أسعار الذهب. وفي السياق نفسه، قال بائع في أحد محال بيع المجوهرات المستعملة صابر العبود إن المجوهرات المستعملة تستحوذ على 60 في المئة من سوق المجوهرات، ونستطيع بحسب خبرتنا التعرف على المجوهرات، ومعدل فرق السعر بين شراء المجوهرات الجديدة والمستعملة يتراوح بين 60 و80 في المئة، ويختلف سعر شراء المجوهرات المستعملة من محل إلى آخر، ويتراوح فرق السعر بين 5 و7 في المئة من تاجر إلى آخر. وعن مواسم الإقبال على شراء المجوهرات المستعملة، قال:"يزداد الإقبال على شراء المجوهرات المستعملة في الاجازات، ويترفع الطلب على الأطقم بخاصة"الروبي"، ويتم تقويم سعر المجوهرات بتقدير الألماس والذهب، كل على حدة". وأوضح العبود أن الإقبال على شراء الألماس تراجع عن الفترة السابقة، لأن سعره ينخفض بنسبة كبيرة عند البيع، ولوحظ أنه منذ بداية الأزمة المالية العالمية ارتفع الإقبال على بيع المجوهرات.