أثار ازدياد حوادث العنف في المجتمع خلال الفترة الأخيرة حيرة كثير من المتابعين، خصوصاً الحوادث التي تحدث بين الأقارب، فتلك الجرائم تثير الألم والاستياء بين الجميع أكثر من غيرها، واعتاد المجتمع أخيراً على متابعة قضايا العنف في وسائل الإعلام المختلفة، سواء كان ذلك العنف أسرياً أو من أطراف خارجية. وكشف الاختصاصي النفسي محمد فؤاد تراب أن العنف المعروض في وسائل الإعلام، لاسيما في التلفاز عبر نشرات الأخبار أو الأعمال الفنية أو العاب الفيديو، يؤثر سلباً على المشاهدين، خصوصاً الأطفال وتعرضهم للانعزال الاجتماعي وفقدان الحساسية للعنف والسلوك العدواني، والتدهور الدراسي والسمنة والاكتئاب، ومرض فرط النشاط الحركي مع نقص الانتباه. وأوضح تراب أن العنف ينعكس على الطفل في صور القلق والخوف والأحلام المفزعة، واضطراب النوم والتبول في الفراش، وضعف الثقة في النفس والشعور بالذنب، لافتاً إلى أن العنف مع كبار السن يؤدي بهم إلى الشعور بالخجل والغضب ولوم الذات على عدم إحسان تربية الأبناء، والشعور بالنقص والخوف من الشكوى حتى لا يودع في مؤسسة لكبار السن. وأرجع الدكتور تراب ازدياد حالات العنف في المجتمع إلى أسباب عدة، منها ضعف الوازع الديني، وتدني التحصيل العلمي، والوقوع تحت سيطرة المخدرات والكحول، والتعصب أحياناًً إلى القبيلة، والسعي نحو الأخذ بالثأر وهذا يزول غالباً بالتعليم. وأشار الدكتور تراب إلى أن العنف هو استخدام القوة بالفعل أو التهديد لإيذاء النفس أو الآخرين، بما يمكن أن ينتج منه أضرار جسمية أو نفسية، معتبراً الاعتداء على الممتلكات من أنواع العنف،"ويمكن أن يكون العنف من شخص أو مجموعة أو مجتمع كما هو الحال في الحروب". ويرى تراب أن أسوأ أنواع العنف هو ما يكون ضد المقربين كالزوجة أو الأبناء أو الإخوان أو الآباء أو الأمهات، لافتاً إلى أن العنف ضد الطفل ينتج عنه اضطرابات نفسية مختلفة، تؤدي إلى تأخر النمو واضطراب الوظائف الفكرية المعرفية والتأخر الدراسي والقلق والاكتئاب، واضطرابات السلوك كالسرقة والكذب والعدوانية وممارسة العنف ضد الآخرين، والانحراف، كما يمكن أن يكون المعنف أقرب إلى الانتحار. وأكد الدكتور تراب أن العنف الجنسي أو الاغتصاب يؤدي بعد الصدمة إلى الاضطراب والقلق والخوف والاكتئاب والشعور بالنقص والوسواس القهري واضطراب الوظيفة الجنسية، والغضب والعدوانية وتعاطي الكحول والمخدرات