من منكم ذاق جبروت الفقر؟ الضعفاء والأيتام والأرامل من بعد الله يتولى أمرهم ومن ينظر إلى حالتهم؟ هناك الكثير ممن يسكن خلف المعاناة... الكثير يقبع في جحور العوز ويتوشح بوشاح العفاف... ضعفاء ولكن! أين الموسرون في هذه البلاد العظيمة؟ وأين الرحماء؟ فليفتشوا عمن يتضورون جوعاً... ويتقلبون على فراش الحسرة بلا نوم ولا راحة بال، يتمنون ولكن لا تصل أيديهم إلى أصغر الأماني، يحبون ما يحبه غيرهم من الموسرين وأهل النعم، ولكن لا يتسنى لهم الحصول عليه بسبب العوز وقلة ذات اليد.يسيل لعابهم شوقاً للأكل الشهي ويتمنون الملابس الفاخرة والسيارة الفارهة والبيت الذي يؤويهم ويلم شملهم بدلاً من وقوعهم تحت سطوة بعض أصحاب العقارات الذين يطمعون في المزيد ولكنها أماني فقط. هنا أناشد أصحاب الأموال الطائلة الذين ينفقون بلا حساب في إحياء الحفلات، أو استعارة لاعب كرة قدم بملايين الريالات، أو شراء قنوات فضائية بالملايين وليس للفقير نصيب من هذه الأموال. إن تطلعاتي كبيرة وآمالي لا حدود لها في أن تكون هذه الديار الحبيبة المترامية الأطراف يملك فيها المواطن الغلبان بيتاً يسكن فيه فقط، ويدخل رأسه المثقل بالهموم والمتاعب في منزل يحميه من عثرات الزمان فيشعر بالراحة والاستقرار النسبي، ربما يخلد للمرة الأولى في حياته إلى نوم هانئ حين يرى أولاده قد أمنوا من الشتات والبعثرة، لا تنتابهم الظلمة ولا تعشعش في رؤوسهم الغمة... ولعل بارقة أمل تمحو وحشة الظلام. مرشدة يوسف فلمبان - مكة المكرمة