كشف وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء الدكتور صالح العواجي، عن قرب توحيد جهد شبكة توزيع الكهرباء في المملكة من"110/220"فولتاً إلى جهد"230/400"فولت، بعد أن أثبتت نتائج دراسة شاركت فيها جهات حكومية عدة، فوائدها الكثيرة، سواءً للمشتركين في الشبكة، أو للمصنعين والموردين للأجهزة الكهربائية، وحتى للشركة السعودية للكهرباء. وأعلن العواجي في تصريحات خاصة ل"الحياة"، أن المملكة"تنفرد من بين دول الخليج، باستخدام نظام مزدوج للجهد"127/220"فولتاً، ما يحول دون توحيد مواصفات الأجهزة والمعدات وتسويقها وتطبيق أنظمة السلامة للتمديدات الكهربائية في المنشآت، وانتقال المنتجات الكهربائية بين هذه الدول"، معتبراً التغيير"مطلباً أساسياً على المستوى الوطني والفردي". وأشار إلى فوائد التغيير إلى الجهد الدولي، على الصعيد الخدمي للمشتركين، وهي"تقليل خسائر تلف الأجهزة الكهربائية بسبب التوصيل الخاطئ بالجهد الكهربائي وخفض الحرائق، وانخفاض سعر لوحات التوزيع، وخفض أسعار الأجهزة بتوافق المواصفات السعودية والدولية، وتحسين كفاءتها، وزيادة عمرها الافتراضي". وعلى رغم ذلك، قال وكيل الوزارة:"إن حسم موضوع ازدواج الجهد في المملكة أمر ليس بالسهل، بل ان تبعاته كثيرة، إضافة إلى فوائده". وأشار إلى ان الخدمة الكهربائية بدأت في مدن المملكة على شكل شبكات معزولة، تطورت عبر السنين حتى أمكن ربط معظم تلك الشبكات ضمن منظومة الشركة السعودية للكهرباء، واعتمدت المملكة عام 1396ه، نظامين لجهد التوزيع، أحدهما خاص بالمناطق السكنية والتجارية، وهو"127/220"فولتاً، والآخر للمناطق الصناعية"220/380"فولتاً، تماشياً مع نمط الاستهلاك والأحوال والإمكانات المتاحة في ذاك الوقت. وبين العواجي أنه مع تطور التقنيات في مجال المواصفات القياسية للأجهزة الكهربائية وجهودها على المستوى العالمي، وكذلك التطور في المجالات كافة في المملكة، بخاصة في المجال الصناعي والتجاري، ولمواكبة ركب التطور العالمي، كان من الضروري عقد مقارنة لنظام جهد التوزيع المستخدم في المملكة مع جهود التوزيع المستخدمة في دول العالم، إذ نجد أن المملكة تقع ضمن الدول القليلة في العالم المستخدمة لهذا الجهد، منفردة تماماً بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية. وأضاف أن وزارة المياه والكهرباء، توجهت بالتعاون مع الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، والشركة السعودية للكهرباء، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، والجامعات السعودية، لإجراء دراسة تقوّم تغيير جهد شبكة توزيع الكهرباء في المملكة، من الجهد المزدوج"127/220"فولتاً، إلى جهد موحد"230"فولتاً في المناطق السكنية والتجارية، ومن"200/380"فولتاً إلى"230/400"فولت في المناطق الصناعية. وذكر العواجي أن نتائج الدراسة التي تقوم بها الوزارة حالياً أظهرت أن تغيير نظام الجهد المنخفض في المملكة إلى مستوى التوجه الدولي"230"فولتاً، يعتبر مطلباً أساسياً على المستويين الوطني والفردي. وأكد أن الهدف من هذا التغيير هو التغلب على عيوب ازدواج الجهد في المملكة، التي تتركز في التأخر في تطبيق نظام الجهد العالمي"230/400"فولت، الذي سيصبح بالتدرج جهداً قياسياً لجهد التوزيع للمناطق السكنية والتجارية والصناعية، كما أنه فعال في الحد من الحوادث والصعقات وعطب الأجهزة ونشوب الحرائق، بسبب التوصيل الخاطئ بجهد مخالف للجهد المقنن للجهاز. ولفت إلى لجوء المستهلكين إلى استخدام مهيئات للتحويل من نظام إلى آخر، ما يؤدي إلى أخطار على الأجهزة ومستخدميها، فضلاً عن الصعوبة في تطبيق نظام شهادات المطابقة من بلد المنشأ، بسبب استيراد أجهزة كهربائية ذات جهد مُقنن مُخالف لجهد الاستخدام في المملكة، أو كونها مزودة بقابسات plugs غير مطابقة للمواصفات القياسية السعودية. وأوضح وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء أن هذا التغيير سيسهم في الحد من التوسع في الشبكة، نظراً إلى ارتفاع التكاليف في حال الجهد"127/220"فولتاً، كما أن عدم التماثل في جهود التوزيع مع دول مجلس التعاون الخليجي، يحول دون توحيد مواصفات الأجهزة والمعدات وتسويقها وتطبيق أنظمة السلامة للتمديدات الكهربائية في المنشآت، وانتقال المنتجات الكهربائية بين هذه الدول. التغيير سيسهم في الحد من التوسع في الشبكة... وفي الإطار صالح العواجي. الحياة فوائد ومزايا عدة للمصنّعين و"شركة الكهرباء" قال وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء الدكتور صالح العواجي، إن تحويل الجهد سيعود بفوائد كبيرة على المصنّعين والموردين، ومنها تحقيق التماثل مع دول مجلس التعاون، بما يسهل توحيد مواصفات الأجهزة، وبالتالي توحيد سوق الإنتاج والتوزيع للأجهزة بين تلك الدول، وعدم الحاجة لإنشاء خطي إنتاج في المصنع، كل منهما لجهد مختلف، ما يساعد في التوسع في الصناعات الكهربائية وخروجها للمنافسة العالمية. وأضاف العواجي :"أن التوحيد سيؤدي إلى سهولة استيراد مكونات الإنتاج المتوافقة مع المواصفات الدولية، وسهولة تصدير منتجات المصانع السعودية إلى الخارج". وحول فوائده على شركة الكهرباء، أوضح أنها تتمثل في انخفاض الطاقة المفقودة في الكيابل والمحولات، بسبب تراجع التيار المار بها للقدرة الكهربائية المنقولة نفسها، وأيضاً انخفاض كلفة اللوحات الكهربائية، ورخص سعر المحولات الكهربائية المستخدمة، إضافة إلى تقليل كلفة شراء الكيابل الكهربائية، وسهولة الأعمال التنفيذية، لنقل وفرد ووضع الكيابل في الموقع مع سهولة أعمال الصيانة. وتابع:" أن الفوائد تشمل توحيد إجراءات التدريب والتركيب والتشغيل، وكذلك توحيد مواصفات المعدات المستخدمة، ما يؤدي إلى تقليل كمية المخزون من المعدات في مستودعات"الشركة السعودية للكهرباء". وعلى رغم ذلك، ذكر العواجي أن"الدراسة أشارت إلى أن حسم موضوع ازدواج الجهد في المملكة أمر ليس بالسهل، بل ان تبعاته كثيرة، إضافة إلى فوائده، ما يعني أهمية اتخاذ القرار السليم حالما تتوافر الظروف المناسبة له".