لم تكن والدة السعوديتين الموجودتين في أميركا تتوقع أن يختار مرض"أنفلونزا الخنازير"ابنتيها طبيبة ومبتعثة من بين ملايين الأميركيين، ولذلك لم تكترث كثيراً عندما هاتفتهما وأكدتا لها أنهما تعانيان من"أنفلونزا"عادية. إلا أن الشقيقة الصغرى التي تدرس في مدينة بوسطن لم تستطع إخفاء توترها وخوفها من المرض ووحشتها من عزلها عن الدنيا، فأرسلت رسائل إلى والدتها كانت كفيلة بمعرفة الأم أن في الأمر خطباً ما، واتضح لها لاحقاً أن ابنتيها أصيبتا ب"أنفلونزا الخنازير". وقالت والدة المصابتين ل"الحياة"أمس:"أخبرتني ابنتاي أنهما تعانيان من انفلونزا عادية بسبب الجو، وطلبتا مني تأجيل زيارة كنت عزمت القيام بها للاطمئنان عليهما كما في كل عام، بدعوى خوفهما عليّ من الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير". وأضافت أنها بدأت تتلقى رسائل كثيرة من ابنتها الصغرى تشرح فيها مدى اشتياقها إليها"وعندها شككت أن خطباً ما أصابها فهاتفتها لتخبرني أنها تجري تحاليل في غرفة منعزلة في أحد المستشفيات للاشتباه بإصابتها بالمرض وانها تشعر بالاضطراب، فحاولت التخفيف عنها مع أنني كنت أشعر بخوف كبير عليها". وأشارت إلى أن ابنتها أخبرتها لاحقاً بنتائج التحليل التي أثبتت إصابتها بالمرض الذي انتقل إليها من شقيقتها الطبيبة. وتابعت:"قد يكون عملي في مجال طبي ساعدني على التأهب نفسياً لمواجهة الخبر، وأقنعت نفسي بأنها فترة موقتة وستمضي". وتمنت الأم أن تستمر الملحقية الثقافية السعودية في متابعة حالتهما الصحية، خصوصاً بعد اتصالهم بابنتها، وأن تسهّل تمديد البعثة لابنتها لعدم قدرتها على الذهاب إلى الجامعة لتقديم بحث التخرج، وأن تساعدهما لزيارة أهلهما في السعودية. وفي ما يتعلق بالحال الصحية للشقيقتين، فتماثلت الطبيبة للشفاء فيما أكدت المبتعثة أن حالتها الصحية تتحسن بشكل كبير"وكأنها أنفلونزا عادية استمرت فترة أطول من العادة".