بنظرة فاحصة على المطبوعات الثقافية المختلفة كالكتب والمجلات والدوريات ذات العناوين والمضامين المتنوعة نجد أن أسعارها مستعرة وبعض أفكارها مكررة وقد يكون مضمون إحداها لا يساوى ثمن الحبر الذي لون صفحاتها، وهذا ما يثير الاستغراب ويصدم الإنسان من هذا الواقع، ومطلوب منه ان يتثقف ويثري معلوماته ويزيد خبرته ليصبح على درجة من الوعي والنضج ليسهم في إثراء المشهد الحياتي المتنوع، لكن للأسف أني له ذلك، خصوصاً أن الإنسان محدود الدخل والطلاب والباحثين وغيرهم وكما هو معلوم فإن هذه الشريحة أكبر شرائح المجتمع وهي التي في حاجة إلى اقتناء المطبوعات، وقد يعجز الفرد عن اقتناء واحد منها إن كانت كتاباً أو مجلة علمية وثقافية... الخ. ينسحب هذا على مجلات الأطفال وهم الفئة التي نتغنى بها ونفرد لها حيزاً كبيراً من اهتمامنا كرؤية ورسالة، ولكن هذا يبقى شعاراً ينادى به نظرياً من دون تطبيق الحد الادنى منه. فكيف نريد للثقافة ان تنتشر وتتعمق ويزداد الوعي ويحصل التقدم والتطور في بلادنا بينما نجد كثيراً من المجتمعات توزع مطبوعاتها مجاناً أو بأسعار زهيدة للغاية، بهدف نشر الثقافة التي تخصها او لمآرب أخرى واحياناً تغزونا في عقر دارنا؟ يجدر بنا أن نذكر أن أعداداً كبيرة من المطبوعات لا تباع وتعود مرتجعاً لمصدرها ولربما تباع إلى شركات تدوير الورق بثمن بخس ونحرم مجتمعاتنا من الاستفادة منها، أليس في هذا تجنٍ على الثقافة ومستقبلها، أم ان المكسب المادي هو المستقبل؟ خالد الحاجي ? الرياض