تداخلت أمس أصوات الرعد مع أصوات انفجار براميل كيماويات، تستخدم في حفر الآبار، في حريق ضخم، اندلع ظهر أمس في مصنع لسوائل الحفر الكيماوية، في المنطقة الصناعية الأولى في الدمام. ووصلت ألسنة اللهب إلى ارتفاعات شاهقة، مع كل انفجار لبرميل ممتلئ بالمواد الكيماوية القابلة للاشتعال. وهرعت فرق الدفاع المدني في المنطقة إلى موقع الحريق، الذي يتوقع أن تستمر النيران مشتعلة فيه لنحو 48 ساعة، بسبب الكميات الكبيرة من المواد الكيماوية، التي يحتويها المصنع، فيما انصبت الأعمال الأولية للدفاع المدني على منع انتقال النيران إلى المصانع القريبة. وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني في المنطقة الشرقية المقدم منصور الدوسري أن غرفة العمليات أبلغت بوجود حريق في تمام الساعة"2:52 عصراً"، وشاركت في السيطرة عليه 25 فرقة، منها فرق من إدارة الدفاع المدني من الدمام، والخبر، والقطيف، والجبيل، ورأس تنورة، وبقيق، وفرق من قوات طوارئ الدفاع المدني، وفرق من"سكيكو"، وفرقة إطفاء من الحرس الوطني، كما اشتركت وحدة التدخل السريع، ووحدة التدخل للمواد الكيماوية في الدفاع المدني، ووحدة الكمامات، وأخرى للمعدات الثقيلة التابعة للدفاع المدني، والهلال الأحمر، كما شاركت صهاريج مياه، تابعة لمديرية مصلحة المياه. وأشار الدوسري إلى أن"عدد الإطفائيين المشاركين في مكافحة الحادثة تجاوز 250 إطفائياً"، مؤكداً أنه"لم تسجل أي إصابات أو اختناقات في صفوف الإطفائيين والعاملين في موقع الحادثة". وقال: إن"الحريق الآن مُسيطر عليه بشكل جيد، بمنعه من الانتشار في المواقع المجاورة". ويُرجح أن تكون مساحة المصنع نحو ألفي متر مربع. وعن الأسباب التي أدت إلى إندلاع الحريق، قال:"لم تُعرف حتى الآن". وأبان الدوسري أن الفرق الآن مشغولة بمكافحة الحريق، ومنع امتداده، وسيتم إيضاح باقي تفاصيل الحادثة بعد إخماد النيران". وأضاف أن"المصنع يحوي مواد كيماوية وبترولية، تأخذ وقتاً في عملية الإخماد". وأشار إلى أن"وجود رياح، يصعب من مهمة إخماد النيران، حيث انتشرت في معظم أجزاء المصنع". وكانت حركة الرياح التي شهدتها المنطقة الشرقية يوم أمس أثارت المخاوف من انتشار رقعة الحريق إلى المصانع المجاورة، التي استنفرت بعمالها، وعمال آخرين من الخارج، لنقل بضائع ومنتجات كانت بجوار الجدران المحيطة بموقع الحادثة، فيما شوهد العمال يقومون بإطفاء ثلاجة في مصنع مجاور، علقت فيها النار، بعد أن سقطت عليه ألسنة نيران متطايرة من إنفجار برميل ممتلئ بالمواد الكيماوية. وشوهد بعض براميل الكيماويات يتطاير في الهواء من شدة الانفجار. ويتوقع ان يتم سماع دوي انفجارات متتالية من موقع الحادثة، أثناء الحريق، لوجود براميل تحوي مواد كيماوية وبترولية، قدر عددها بأكثر من 300 برميل.